التعليق على تفسير الجلالين : (( أو لم ير الإنسان )) يعلم ، وهو العاصي بن وائل (( أنا خلقناه من نطفة )) مني إلى أن صيرناه شديدا قويا (( فإذا هو خصيم )) شديد الخصومة لنا (( مبين )) بينها في نفي البعث ؟ . حفظ
وقوله : (( الإنسان )) قال المؤلف : " وهو العاص بن وائل " وعلى رأي المؤلف تكون أل هنا للعهد الذهني ولكن الصحيح أن أل للجنس أي جنس الإنسان ومنه العاص بن وائل لأن الأصل في أل أنها لبيان الجنس هذا الأصل فيها (( والعصر * إن الإنسان لفي خسر * )) يعني جنس الإنسان (( إلا الذين آمنوا )) ووجه كون ذلك هو الأصل أن العهد يحصرها في شيء معين والأصل بقاء اللفظ على عمومه فإذا قال قائل (( أَوَلَمْ يَرَ الإِنسَانُ )) : إنه فلان بن فلان نقول الله عز وجل قال : (( الإنسان )) وهو شامل إذاً فالصحيح أنه عام لكن نجعل العاص بن وائل نجعله مثالاً لمن قال هذا القول أو لمن رأى هذا الرأي
(( أَوَلَمْ يَرَ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ )) مني إلى أن صيرناه شديداً قوياً (( فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ )) شديد الخصومة لنا (( مبين )) بينها في نفي البعث نعم ، الإنسان خلق من نطفة وهو هذا المني المهين كما وصفه الله عز وجل هذا الماء المهين الذي خلق منه الإنسان إذا رجع الإنسان لأصله وجد أنه كالنخامة ليس بشيء ثم بعد هذا ينشئه الله عز وجل حتى يعطيه الفصاحة والبلاغة وقوة الحجة بعد أن يتربى بنعم الله في بطن أمه ثم بصدر أمه من الثديين ثم بما أنعم الله عليه من أنواع الطعام والشراب يقوى ويشتد عقله وفكره وذهنه فيكون إيش ؟ خصيماً (( فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ )) أي شديد الخصومة لأن فعيل بمعنى فاعل لكن تدل على المبالغة وقوله : (( مبين )) أي بين الذي يظهر أن (( مبين )) بمعنى مظهر يعني مظهر لخصومته لكونه شديد الخصومة قويها وسيأتي إن شاء الله بيان نوع من جدل الإنسان وخصومته .
(( أَوَلَمْ يَرَ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ )) سبق لنا أن هذا الاستفهام للتقرير الذي يراد به التوبيخ وأن المراد بالإنسان ما هو أعم مما قاله المؤلف من تخصيصه بالعاص بن وائل قال الله عز وجل :
(( فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ )) أي مظهر للخصومة خلافا لقول المؤلف : " بين الخصومة "