تفسير قول الله تعالى : (( قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم )) . حفظ
قال الله تعالى مبيناً قدرته على ذلك : (( قل )) والخطاب لمن ؟ للرسول صلى الله عليه وسلم (( قل )) يعني لهذا الذي أنكر أن يحي الله العظام وهي رميم (( قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ )) واعلم أن الله عز وجل إذا قال للرسول عليه الصلاة والسلام فهو أمر له بالإبلاغ ومن المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم مأمور بإبلاغ القرآن عموماً لقوله : (( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ))[المائدة:67]^فإذا خص شيئاً من الأحكام أو من الأخبار بـ (( قل )) كان في ذلك عناية خاصة بهذا الذي أمر أن يقوله لأن أمر أن يبلغه على وجه إيش ؟ على وجه الخصوصية ومعلوم أن ما كان على وجه الخصوصية فهو أوكد مما دخل في العموم وخلاصة هذه القاعدة أن الله إذا أمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقول : (( قل )) فهذا أمر خاص بتبليغ هذه المسألة سواء كانت خبراً أو كانت حكماً
(( يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ )) لم يقل الرب عز وجل لم يقل يحييها الله بل قال : (( الذي أنشأها أول مرة )) ليكون الجواب متضمناً للدليل لأنه لو قال : قل يحييها الله فهم الإنسان أن الله هو الذي يحييها لكن إذا قال : (( الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ )) كان هذا الجواب متضمنا لإيش ؟ للدليل (( الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ )) ومن الذي أنشأها أول مرة ؟ الذي أنشأها أول مرة هو الله عز وجل لم يخلق أحد من الخلق هذه العظام ولم ينشئها أول مرة فإذا كان الله عز وجل أنشأها أول مرة فهو قادر على إيش ؟ على إعادتها لأن الإعادة أهون من الابتداء وهذا دليل يعني أن الله ذكر فيما بقي من الآيات الأدلة على إمكان إحياء هذه العظام وهي رميم هذا هو الدليل الأول (( الذي أنشأها أول مرة )) وجه الاستدلال بهذا على أن القادر على الابتداء قادر على الإعادة من باب أولى طيب ،