التعليق على تفسير الجلالين : (( الذي جعل لكم )) في جملة الناس (( من الشجر الأخضر )) المرخ والعفار أو كل شجر إلا العناب (( نارا فإذآ أنتم منه توقدون )) تقدحون ، وهذا دال على القدرة على البعث ، فإنه جمع فيه بين الماء والنار والخشب ، فلا الماء يطفىء النار ، ولا النار تحرق الخشب . حفظ
(( الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ )) أي في جملة الناس (( مِنَ الشَّجَرِ الأَخْضَرِ )) ..." المرخ والعفار أو كل شجر إلا العناب " (( نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ )) (( الذي جعل لكم من الشجر الأخضر ناراً )) (( جعل )) بمعنى صير ، والذي جعل لنا من الشجر الأخضر ناراً هو الله عز وجل وقوله : (( جعل لكم )) في جملة الناس أراد المؤلف بقوله : " في جملة الناس " أن هذا الجعل ليس خاصاً بالمخاطبين أي برسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بل هو عام لكل أحد فهو جعل لهم في جملة الناس (( من الشجر الأخضر )) المؤلف يقول : " من المرخ والعفار " وبناء على كلامه تكون أل للعهد الذهني ويكون عاماً أريد به الخاص ولكن سبق لنا أن هذا خلاف الظاهر وأن أل الأصل فيها أنها تفيد الجنس أي العموم فالصواب أن المراد (( من الشجر )) أي من كل شجر كما قال وقوله : " إلا العناب " لا نعرف عن هذا شيئاً هل إنه مستثنى وأن العناب لا يمكن أن تأتي منه النار الله أعلم على كل حال نحن نقول عندنا الأصل (( من الشجر الأخضر ناراً )) عاماً (( الشجر الأخضر )) فيه الرطوبة أليس كذلك ؟ والرطوبة يلزم منها البرودة والنار التي تخرج من هذا الشجر الرطب البارد يابسة وإيش ؟ وحارة فهذا اليابس الحار متولد من رطب بارد ولا يخفى ما بين الرطوبة والبرودة وبين الحرارة واليبوسة من التناقض العظيم فإذا كان الله عز وجل يولد هذا الشيء الذي بينه وبين المولد منه من التنافر ما هو ظاهر فهو قادر على إيش ؟ على إحياء العظام وهي رميم لأن كونه يخلق الضد من الضد أبلغ في القدرة من كونه يخلق الشيء من لا ضد وهذا أمر ظاهر إذاً هذا دليل إيش ؟ هذا دليل ثالث على إمكان إحياء العظام وهي رميم
وقوله : (( فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ )) الفاء هنا عاطفة وإذا فجائية يعني أنه بمجرد أن تضرب عوداً بعود من هذا الشجر تنقدح النار فتوقد منه يعني لا يحتاج إلى كبير عناء بل إن الإيقاد أمر سهل مفاجئ للعملية ، المفاجئة استدللناها من كلمة (( إذا )) وفي قوله : (( أنتم منه توقدون )) دليل على استمرارية هذا العمل لأن الجملة الاسمية تفيد الثبوت والاستمرار وهذا أمر لا أحد ينكره ، لا أحد ينكر أنه يوجد يتولد من الشجر الأخضر نار يوقد الناس منه طيب (( فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ ))
قال المؤلف رحمه الله : " تقدحون وهذا دال على القدرة على البعث فإنه جمع فيه بين الماء والنار والخشب فلا الماء يطفئ النار ولا النار تحرق الخشب "
وقوله : (( فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ )) الفاء هنا عاطفة وإذا فجائية يعني أنه بمجرد أن تضرب عوداً بعود من هذا الشجر تنقدح النار فتوقد منه يعني لا يحتاج إلى كبير عناء بل إن الإيقاد أمر سهل مفاجئ للعملية ، المفاجئة استدللناها من كلمة (( إذا )) وفي قوله : (( أنتم منه توقدون )) دليل على استمرارية هذا العمل لأن الجملة الاسمية تفيد الثبوت والاستمرار وهذا أمر لا أحد ينكره ، لا أحد ينكر أنه يوجد يتولد من الشجر الأخضر نار يوقد الناس منه طيب (( فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ ))
قال المؤلف رحمه الله : " تقدحون وهذا دال على القدرة على البعث فإنه جمع فيه بين الماء والنار والخشب فلا الماء يطفئ النار ولا النار تحرق الخشب "