التعليق على تفسير الجلالين : (( أو ليس الذى خلق السماوات والأرض )) مع عظمهما (( بقادر على أن يخلق مثلهم )) أي الأناسي في الصغر ؟ (( بلى )) أي هو قادر على ذلك أجاب نفسه (( وهو الخلاق )) الكثير الخلق (( العليم )) بكل شيء . حفظ
قال : (( أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ )) مع عظمهما (( بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ )) أي الأناسي في الصغر (( بَلَى )) هذا أيضاً دليل رابع (( أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ )) الجواب (( بلى )) أجاب الله بنفسه (( بلى )) خلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس كما قال الله تعال : (( لَخَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ ))[غافر:57]^وهذا أمر معلوم بالحس والمشاهدة ، البشر كلهم لا يساوون كوكباً من الكواكب فما بالك بهذه الكواكب والنجوم التي لا يحصيها إلا الله عز وجل والسماوات العظيمة التي قال الله تعالى فيها : (( وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ))[الذاريات:47]^الذي خلق السماوات والأرض أفلا يكون قادراً على خلق الناس ؟ الجواب بلى والله ، بلى وأولى فالذي خلق هذه الأجرام العظيمة بما أودعها من المصالح العظيمة أيضاً قادر على أن يخلق مثلهم بالأولى والأحرى وهذا الدليل هو الدليل الرابع
قال : (( بلى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ )) (( بلى )) أي هو قادر على ذلك أجاب نفسه عز وجل (( وهو الخلاق )) الكثير الخلق (( العليم )) بكل شيء ، (( وهو الخلاق )) قال المؤلف : " الكثير الخلق " فجعل فعالاً من صيغة المبالغة ولا شك أن الله عز وجل كثير الخلق لكن ينبغي أن نقول أيضاً من فعال هنا نسبة ،
نسبة يعني أنه موصوف بالخلق ووصفه بالخلق أبلغ من وصفه بإيجاد الخلق أو بفعل الخلق يعني أنه ذو ...يعني أننا لو قلنا فلان نجار ، ماذا يفيد قولنا بأنه نجار إذا جعلناه من باب النسبة وماذا يفيد إذا جعلناه من باب المبالغة ؟ إذا جعلناه من باب المبالغة فالمعنى أنه كثير النجارة كذا وإلا لا ؟ نجار يعني كثير النجارة ، لكن هل هو يجيدها وهل هو مستحق لأن يوصف بهذه المهنة فيقال نجار ؟ قد يكون وقد لا يكون ، قد يكون كثير النجارة لكن تطلع أبوابه ما تنفع أبداً نعم مخرقة تكسر المحامل ولا تنفع وكل يوم يطلع لنا باب أو بابين ما شاء الله لكنه خراب هذا نقول صيغة مبالغة لكن هل النجارة وصفه بمعنى أنه حاذق متقن لها لا ، لا يلزم قد يكون وقد لا يكون أما إذا قلت نجار على أنها نسبة أي صاحب صنعة فهو أبلغ في الوصف والنجار أي بالصنعة المتقن لها سواء نجر كثيراً أو قليلاً فهو نجار متقن فهنا يمكن أن نقول : (( وهو الخلاق )) نحملها على إيش ؟ على النسبة المفيدة لوصف الله عز وجل بهذه الصفة العظيمة أي ذو الخلق المتقن على أكمل وجه ومع هذا فإن الله سبحانه وتعالى اجتمع في حقه الوصف إيش بعد ؟ والفعل يعني كثرة الخلق لاشك أن خلق الله عز وجل لا يحصى أجناساً فضلاً عن الأنواع فضلاً عن الأفراد من ذا الذي يحصي أجناس الخلق من ذا الذي يحصي أنواع هذه الأجناس ومن الذي يحصي أفراد هذه الأنواع ؟ لا يستطيع أحد أن يحصي ذلك إذاً فقد اجتمع في حق الله سبحانه وتعالى الأمران ما هما ؟ النسبة أي الوصفية يعني كمال الوصف ، الثاني : الكثرة التي تفيدها صيغة المبالغة طيب إذا كان الله سبحانه وتعالى خلاقاً أي من وصفه الخلق ، الوصف اللازم له وكذلك كثير الخلق هل يعجز على أن يحي العظام وهي رميم ؟ لا إذاً خذ هذا دليلاً خامساً
(( العليم )) هذا أيضاً العلم دليل لأنا قلنا إن عدم الإعادة إما أم يكون للعجز وإما أن يكون للجهل فكلما وصف الله نفسه بالعلم فإن ذلك يعني أنه قادر لأنه لا يجهل كيف يخلق وكيف ينشئ فيمكن أن نعد هذا دليلاً سادساً