التعليق على تفسير الجلالين : (( إنما أمره )) شأنه (( إذا أراد شيئا )) أي خلق شيء (( أن يقول له كن فيكون )) أي فهو يكون ، وفي قراءة بالنصب عطفا على يقول . حفظ
قال المؤلف (( إنما أمره )) : " أي شأنه " يعني شأنه وحاله (( إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ )) ما يحتاج إلى أحرار ...مثلاً أو إلى جنود يساعدونه ولا إلى أن يعمل بيده عز وجل بل يقول : (( كن فيكون )) وقوله : " شأنه " قد ينازع فيه ويقال : إن المراد بالأمر أمر التكوين ، يعني أمره أن يقول : كن بدون أن يكرر كما في قوله : (( وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ ))[القمر:50]^فيجعل الأمر واحد إيش ؟ الأمور وإلا واحد الأوامر ؟ واحد الأوامر ، يجعل الأمر واحد الأوامر والمؤلف يريد أن يجعل الأمر واحد الامور ويمكن أن نقول : بالأمرين جميعاً نقول : شأنه عز وجل في تمام قدرته أن يقول للشيء : كن فيكون ، وأمره إذا أراد الشيء أن يقول : كن بدون تكرار (( فإنما هي زجرة واحدة * فإذا هم بالساهرة )) (( إذا أراد شيئاً )) قال المؤلف رحمه الله : " أي خلق شيءٍ " (( أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ))
الأولى ألا نقيد شيئاً بالخلق بل نقول إذا أراد شيئاً خلقاً أو إعداماً يعني أن الأشياء إما أن يريد الله إيجادها أي خلقها وإما أن يريد إعدامها والإعدام إتلاف لا إيجاد فالأولى إبقاء الآية على ظاهرها على إطلاقها (( شيئاً )) سواء كان خلقاً وإيجاداً أو إعداماً وإتلافاً ولكن الذي حمل المؤلف رحمه الله على أن يقول : " خلق شيء " لأن السياق بالاستدلال على الخلق وهو الإيجاد فلهذا خصها به ولكننا إذا قلنا إنها على إطلاقها فإنه لا تمنع الخلق كما لا تمنع الاعدام فالأولى أن يقال : (( إذا أراد شيئاً )) إي إيجاد شيءٍ وخلقه أو إعدامه وقد يعتذر عن المؤلف فيقال : إن الإعدام فيه نوع خلق ، لأن إتلاف الشيء القائم خلق ولهذا قال الله عز وجل :
(( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ ))[الملك:2]^مع أن الموت عدم وفناء (( ليبلوكم أيكم أحسن عملاًَ )) والأمر في هذا سهل قال : (( شيئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ))
(( كن )) هنا هل هي تامة أو ناقصة ؟ تامة هذا هو الظاهر وإذا جعلناها ناقصة صار المعنى كن كذا أي تحول إلى كذا لكن إذا جعلناها تامة صارت أشمل لتشمل ما أراد الله تعالى تحويله من شيء إلى شيء وما أراد الله تعالى ايجاده أصلاً يعني كن أي أوجد يعني أي يوجد ويتكون أو كن كذا أي بأن يكون الطويل قصيراً والقصير طويلاً وما أشبه ذلك فإذا جعلناها تامة صار هذا أشمل ، (( فيكون )) يقول : " فهو يكون " وفي قراءة بالنصب عطفاً على (( يقول )) قراءتان سبعيتان أو إحداهما شاذة ؟
الطالب : ...
الشيخ : لماذا ؟ لأنه قال : " في قراءة " واصطلاح المؤلف رحمه الله إذا كانت القراءتان سبعيتين أن يقول : " وفي قراءة " وإذا كانت إحداهما شاذة قال عن الشاذة : " قرئ " طيب في قوله : (( فيكون )) قراءتان
(( فيكونَ )) و (( فيكونُ )) أما على قراءة الرفع فالفاء هنا للاستئناف ، وجملة (( يكون )) خبر لمبتدأ محذوف والتقدير فهو يكون ، وأما على قراءة النصب فهي معطوفة على (( أن يقول )) إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول فيكون ، يقول للشيء كن فيكون ، طيب والفاء على كلا الوجهين دالة على الترتيب والتعقيب يعني أن الشيء يكون فوراً بدون تأخير وقد بين الله تعالى سرعة هذه الفورية في قوله : (( وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر )) لمح البصر ليس شيء أسرع منه وأمر الله عز وجل واحد كلمح البصر طيب ، قال الله تعالى : (( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ )) هذا الدليل السابع طيب وإذا كان هذا أمر الله وشأن الله فهل إذا قال للعظام الرميمة كوني إنساناً سوياً هل يمتنع عليه ذلك ؟ لا ولهذا قال الله تعالى من سورة النازعات : (( فإنما هي زجرة واحدة * فإذا هم بالساهرة )) وقال في هذه السورة : (( إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ ))[يس:53]^قال :
الأولى ألا نقيد شيئاً بالخلق بل نقول إذا أراد شيئاً خلقاً أو إعداماً يعني أن الأشياء إما أن يريد الله إيجادها أي خلقها وإما أن يريد إعدامها والإعدام إتلاف لا إيجاد فالأولى إبقاء الآية على ظاهرها على إطلاقها (( شيئاً )) سواء كان خلقاً وإيجاداً أو إعداماً وإتلافاً ولكن الذي حمل المؤلف رحمه الله على أن يقول : " خلق شيء " لأن السياق بالاستدلال على الخلق وهو الإيجاد فلهذا خصها به ولكننا إذا قلنا إنها على إطلاقها فإنه لا تمنع الخلق كما لا تمنع الاعدام فالأولى أن يقال : (( إذا أراد شيئاً )) إي إيجاد شيءٍ وخلقه أو إعدامه وقد يعتذر عن المؤلف فيقال : إن الإعدام فيه نوع خلق ، لأن إتلاف الشيء القائم خلق ولهذا قال الله عز وجل :
(( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ ))[الملك:2]^مع أن الموت عدم وفناء (( ليبلوكم أيكم أحسن عملاًَ )) والأمر في هذا سهل قال : (( شيئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ))
(( كن )) هنا هل هي تامة أو ناقصة ؟ تامة هذا هو الظاهر وإذا جعلناها ناقصة صار المعنى كن كذا أي تحول إلى كذا لكن إذا جعلناها تامة صارت أشمل لتشمل ما أراد الله تعالى تحويله من شيء إلى شيء وما أراد الله تعالى ايجاده أصلاً يعني كن أي أوجد يعني أي يوجد ويتكون أو كن كذا أي بأن يكون الطويل قصيراً والقصير طويلاً وما أشبه ذلك فإذا جعلناها تامة صار هذا أشمل ، (( فيكون )) يقول : " فهو يكون " وفي قراءة بالنصب عطفاً على (( يقول )) قراءتان سبعيتان أو إحداهما شاذة ؟
الطالب : ...
الشيخ : لماذا ؟ لأنه قال : " في قراءة " واصطلاح المؤلف رحمه الله إذا كانت القراءتان سبعيتين أن يقول : " وفي قراءة " وإذا كانت إحداهما شاذة قال عن الشاذة : " قرئ " طيب في قوله : (( فيكون )) قراءتان
(( فيكونَ )) و (( فيكونُ )) أما على قراءة الرفع فالفاء هنا للاستئناف ، وجملة (( يكون )) خبر لمبتدأ محذوف والتقدير فهو يكون ، وأما على قراءة النصب فهي معطوفة على (( أن يقول )) إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول فيكون ، يقول للشيء كن فيكون ، طيب والفاء على كلا الوجهين دالة على الترتيب والتعقيب يعني أن الشيء يكون فوراً بدون تأخير وقد بين الله تعالى سرعة هذه الفورية في قوله : (( وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر )) لمح البصر ليس شيء أسرع منه وأمر الله عز وجل واحد كلمح البصر طيب ، قال الله تعالى : (( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ )) هذا الدليل السابع طيب وإذا كان هذا أمر الله وشأن الله فهل إذا قال للعظام الرميمة كوني إنساناً سوياً هل يمتنع عليه ذلك ؟ لا ولهذا قال الله تعالى من سورة النازعات : (( فإنما هي زجرة واحدة * فإذا هم بالساهرة )) وقال في هذه السورة : (( إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ ))[يس:53]^قال :