تتمة فوائد قول الله تعالى : (( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون )) . حفظ
قال الله تعالى : (( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ )) في هذه الآية الكريمة فوائد :
منها : بيان قدرة الله عز وجل وأنه إذا أراد شيئاً أي شيء يكون فإنما يقول له : (( كن فيكون )) .
ومنها : إثبات الإرادة لله لقوله : (( إذا أراد شيئاً )) وسبق لنا في التفسير أن إرادة الله تنقسم إلى قسمين : شرعية وكونية وبينا الفرق بينهما .
ومن فوائد الآية الكريمة : إثبات القول لله لقوله : (( أن يقول له كن فيكون )) .
ومن فوائدها : أن كلام الله عز وجل يكون بحرف لقوله : (( كن )) فإن (( كن )) كلمة مكونة من حرفين وإثبات أنه بصوت لقوله : (( أن يقول له كن فيكون )) فهذا خطاب موجه لما أراده الله وهو يقتضي أن يكون هذا المراد سامعاً لهذا القول ولا سماع إلا بإيش ؟ إلا بصوت فيكون في الآية رد على قول الأشاعرة في كلام الله عز وجل حيث يقولون : " إن كلام الله هو المعنى القائم بنفسه وأن ما يسمع من الأصوات والحروف فهو عبارة عن كلام الله ويرون أن هذا المسموع مخلوق " ولهذا قال بعض المحققين منهم أو المنصفين منهم إنه في الحقيقة لا فرق بيننا وبين المعتزلة في كلام الله ، لأننا متفقون على أن ما بين دفتي المصحف فهو مخلوق فإذا كانوا متفقين على هذا فإن قول المعتزلة قد يكون خيراً من قولهم لأن المعتزلة يقولون : " إن ما بين دفتي المصحف كلام الله " كل يقول مخلوق لكن المعتزلة يقولون : إنه كلام الله ، والأشاعرة يقولون : إنه عبارة عن كلام الله فإضافته إلى الله على رأي الأشعرية مجاز لا حقيقة
على كل حال في الآية رد على الأشعرية في تفسيرهم لكلام الله عز وجل وحقيقة الأمر أنهم لا يثبتون الكلام لأنه إذا جعلوا الكلام هو المعنى القائم بالنفس فكأنما جعلوا الكلام هو العلم لأن العلم هو المعنى القائم بالنفس أما الكلام والقول فهو أمر زائد على ذلك .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن أمر الله عز وجل إذا وجه لشيء فإن هذا الشيء يكون كما أمر لقوله : (( كن فيكون )) أي فيكون على ما أمر الله به بالعين والوصف فإذا أراد الله إيجاد شيء قال : (( كن )) فكان على حسب ما أراده الله عز وجل