فوائد قول الله تعالى : (( فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون )) . حفظ
ثم قال تعالى : (( فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ )) في الآية الكريمة من الفوائد : تنزيه الله سبحانه وتعالى عن كل نقص وعيب ويؤخذ من قوله : (( فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ ))
(( سبحان )) ومر علينا في التفسير أن الذي ينزه الله عنه أمران : النقص في صفاته ومماثلة المخلوقين ، فعلمه عز وجل لا يناله نقص لا من حيث الشمول ولا من حيث السبق ولا من حيث اللحوق ولا يماثل علم المخلوقين وهكذا بقية الصفات .
ومن فوائدها : أن ملكوت السماء والأرض وكل شيء فهو بيد الله عز وجل لقوله : (( الذي بيده ملكوت كل شيء )) فهو مالك لكل شيء ولا أحد يشركه في ملكه كما قال الله تعالى : (( قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ * وَلا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ))[سبأ:23] .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن مرجع الخلائق إلى الله لقوله : (( وإليه ترجعون )) وهذا الرجوع يشمل الرجوع إلى الله تعالى يوم القيامة والرجوع إلى الله تعالى في أحكام الخلق الكونية والشرعية كما قال تعالى : (( وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ))[الشورى:10] وقال تعالى : (( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ))[النساء:59] .
ومن فوائد الآية الكريمة : بيان حكمة الله سبحانه وتعالى وذلك بكون الرجوع إليه وأنه لابد من الرجوع إلى الله لأنه لولا هذا الرجوع لكان خلق الخلق عبثاً لا فائدة منه إذ أنه لولا هذا الرجوع والمجازاة على العمل في هذا الرجوع لكانت الخليقة خلقت ليفسد في الأرض من يفسد ويحصل الفتن والشرور والنهاية لاشيء طيب ، في هذه الآيات كلها إثبات قدرة الله سبحانه وتعالى على إحياء العظام وهي رميم وذلك من عشرة أوجه :
الأول : قوله : (( قل يحييها الذي أنشأها أول مرة )) فإن فيه استدلال بالأشد على الأخف .
الثاني : قوله : (( وهو بكل خلق عليم )) وعلمه بكل خلق يقتضي أنه سبحانه وتعالى قادر على إحياء العظام وهي رميم .
الثالث : قوله : (( الذي جعل لكم من الشجر الأخضر ناراً )) فإن من جعل من هذا الأخضر البارد الرطب ناراً وهي يابسة محرقة قادر على أن يعيد الخلق لأن هذا أبلغ في القدرة أعني جعل النار من الشجر الأخضر .
الرابع : خلق السماوات والأرض ، قدرته على خلق السماوات والأرض دليل على قدرته على إحياء العظام وهي رميم لأن خلق السماوات والأرض أعظم (( أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ ))[يس:81] .
الخامس والسادس : (( الخلاق العليم )) والخلاق صفة لازمة له وكونه خلاقاً يشمل أن يخلق كل شيء وكونه عليماً يدل على أنه لا يخفى عليه شيء من الخلق حتى يعجز عنه .
السابع : أنه لا يستعصي عليه شيء بل إذا أمر بشيء كان في الحال لقوله : (( إنما أمره إذا أراد شيئاًَ أن يقول له كن فيكون )) .
الثامن : تنزيه الله عز وجل عن كل نقص ومن المعلوم أن العاجز عن إعادة الخلق ناقص فإذا كان منزهاً عن كل نقص كان من الممكن أن يقع ما وعد به من إحياء العظام وهي رميم .
والتاسع : أن بيده ملكوت كل شيء ومن بيده ملكوت كل شيء يعني أنه مالك لكل شيء فإنه قادر على أن يوجد المعدوم ويعدم الموجود .
العاشر : قوله : (( وإليه ترجعون )) فإن هذا هو نتيجة الخلق أن يبعث الخلق ويرجعون إلى الله ليجازيهم بما عملوا .
وإلى هنا انتهت هذه السورة العظيمة وإذا شئتم أن نجعل فيها مراجعة في الدروس المستقبلة كما هي العادة في الفقه إذا انتهينا من الفصل عدنا وراجعنا ما قرأنا .
الطالب : ...
الشيخ : والذي ...في الماضي .
الطالب : ...
الشيخ : إذا رأيتم أن نتخذ هذا الطريق أننا كلما خلصنا من سورة رجعنا إليها للمناقشة أو تحبون أن نعطيكم أسئلة عليها تكتبونها فكروا في الموضوع إلى بكرة إن شاء الله طيب .