فوائد قول الله تعالى : (( بل عجبت ويسخرون * وإذا ذكروا لا يذكرون * وإذا رأوا آية يستسخرون * وقالوا إن هذا إلا سحر مبين )) . حفظ
قال تعالى (( بل عجبت ويسخرون وإذا ذكروا لا يذكرون )) إلى آخره في هذه الآيات من الفوائد:
أولا إثبات العجب لله عز وجل على قراءة ضم التاء وهو من صفات الله الفعلية لأنه يتعلق بمشيئته وكل شيء يتعلق بمشيئته فهو من الصفات الفعلية عند أهل العلم طيب فإذا قال قائل من الذي يعلمنا أنه يتعلق بمشيئته فالجواب أن كل صفة علقت على سبب فهي من الصفات الفعلية لأن الأسباب حادثة وما ترتب على الحادث فإنه حادث وعلى هذا فنقول الرضا من الصفات الفعلية لأن له سببا والغضب والكراهة والسخط وما أشبهها هكذا طيب وعرفنا طريق أهل السنة الجماعة في مثل هذه الصفة وأنها إثباتها لله على الوجه اللائق به لا على وجه القصور والنقص
ومن فوائدها أيضا علو منزلة الرسول صلى الله عليه وسلم على قراءة الفتح حيث اعتبر الله عز وجل تعجبه تعجبا ينوه عنه في قوله (( بل عجبت )) ومعلوم أن الذي ينوه عن أحواله عظيم عند من ينوه عنه بخلاف من لا يؤبه له ولا يهتم به ولهذا في أوساط الناس إذا غضب الملك ليس كغضب سائر الناس تجد يقال تحدث الملك فغضب لكن لو يأتي واحد من السوقة من عامة الناس لو تفجر... من الغضب ما تحدث الناس عنه فإذن تحدث الله عن عجب الرسول عليه الصلاة والسلام يدل على علو منزلته عند الله وعلى عظم شأنه صلى الله عليه وسلم
ومن فوائد الآيات الكريمة أن هؤلاء القوم الذين أنكروا الباطل زادوا في طغيانهم فصاروا يسخرون من أهل الحق الذين أنكروا الحق زادوا في طغيانهم حتى صاروا يسخرون من الحق وأهل الحق ولهذا قال تعالى
(( ويسخرون )) يعني مع تعجبك من أحوالهم هم يسخرون مما جئت به ويسخرون بك وهذه عادة أعداء الرسل يسخرون من الرسل ومما جاءوا به ومما يفعلونه أيضا قال الله تعالى عن نوح (( ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم ))
من هذه الفائدة نأخذ فائدة الأخرى وهو أنه يجب على الدعاة إلى الحق أن يصبروا على ما ينالهم من الناس من السخرية لأن أعداء الرسل أكثر من أولياء الرسل كم أعداء الرسل من بني آدم تسعمائة وتسعة وتسعين بالألف فهم أكثر من أولياء الرسل فالدعاة إلى الحق يجب عليهم الصبر إذا سمعوا من يسخر به سواء كان هؤلاء الساخرون من الكفار أو من أولياء الكفار لأنه يوجد من المؤمنين أو بالأصح يوجد من المسلمين من هو من أولياء الكافرين فالواجب على الدعاة أن يصبروا لأن الرسل الذين هم أهل الحق وقادة الحق وأئمة الحق قد سخر الناس منهم فكيف بك أنت فالواجب عليك أن تصبر الواجب على كل داعية أن يصبر على ما يحصل له من سخرية وليعلم أن العاقبة للمتقين
ومن فوائد الآية الكريمة عتو هؤلاء المكذبين لرسول الله صلى الله عليه وسلم لكونهم إذا ذكروا لا يذكرون ولا يتعظون وذلك لقسوة قلوبهم وعتوهم نسأل الله العفو والعافية عكس المؤمنين الذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا
ومن فوائدها أيضا أن هؤلاء المكذبين إذا رأوا الآية الدالة على صدق الرسل ازدادوا سخرية وتنطعا (( وإذا رأوا آية يستسخرون )) وهذا فوق السخرية السابقة لأنه قال (( ويسخرون )) بل هؤلاء إذا رأوا آية وكان المفروض إذا رأوا آية أن يستسلموا ولكنهم على العكس من ذلك (( زإذا رأوا الآية يستسخرون )) والعجب من قول النبي صلى الله عليه وسلم في الذين كذبوا أنهم قالوا (( اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم )) كان ينبغي أن يقولوا اللهم إن كان هذا الحق من عندك فاهدنا إليه ووفقنا له أما أن يقولوا هكذا فهذا أكبر دليل على أنهم والعياذ بالله طاغون معتدون ومن فوائد الآية الكريمة أن المعادين للرسل يصفون ما جاءوا به بالصفات القبيحة تنفيرا للناس منهم يؤخذ من قوله (( وقالوا إن هذا إلا سحر مبين )) إن هذا الآية التي رأوا أو ما جاءت به الرسل إلا سحر مبين وهم في ذلك كاذبون يعملون أنه ليس بصدق لكن قالوا هذا تنفيرا للناس عن طريق الرسل
طيب وهل ورثت هذه المقالة الجواب نعم ورثت هذه المقالة ورثت من أول من جاء من الرسل إلى عصرنا هذا وإلى يوم القيامة قال الله تعالى (( كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ))[الذاريات:52]كل أعداء الرسل يقول هذا ساحر أو مجنون هذه الكلمة وأريد جنس هذه الكلمة لا نوعها ورث فصار أهل الباطل الآن يلقبون أهل الحق بألقاب السوء
انظر مثلا إلى أهل التعطيل ماذا يلقبون به أهل الإثبات ؟ يقولون أنهم حشوية مجسمة مشبهة وما أشبه ذلك لا فهم يقولون مثل هذا الكلام من أجل أن ينفروا الناس عن طريق الحق كذلك أيضا أعداء أهل الحق يقولون هؤلاء رجعيون هؤلاء متحجرون هؤلاء متشددون هؤلاء متزمتون هؤلاء متنطعون إلى غير ذلك من الألقاب لكن أهل الحق الذين هم أهله لا يزدادون بهذه الألقاب إلا قوة وثباتا على ما هم عليه لأنهم يعلمون أنهم منصورورن بنصر الله (( يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم )) وأنا كررت عليكم كثيرا بأن انتصار الإنسان ليس انتصار شخصه فقط قد ينصر الإنسان في حياته ويتبين له النصر وقد ينصر بعد مماته بماذا ينصر بعد مماته ؟ ينصر بعد مماته بنصر ما قاله من الحق ويكون كل من عمل بالحق الذي جاء به أو الذي بينه يكون له مثل أجره وهذا انتصار كل إنسان يحب أن ينتصر الحق الذي بينه للناس في حياته أو بعد مماته طيب
أولا إثبات العجب لله عز وجل على قراءة ضم التاء وهو من صفات الله الفعلية لأنه يتعلق بمشيئته وكل شيء يتعلق بمشيئته فهو من الصفات الفعلية عند أهل العلم طيب فإذا قال قائل من الذي يعلمنا أنه يتعلق بمشيئته فالجواب أن كل صفة علقت على سبب فهي من الصفات الفعلية لأن الأسباب حادثة وما ترتب على الحادث فإنه حادث وعلى هذا فنقول الرضا من الصفات الفعلية لأن له سببا والغضب والكراهة والسخط وما أشبهها هكذا طيب وعرفنا طريق أهل السنة الجماعة في مثل هذه الصفة وأنها إثباتها لله على الوجه اللائق به لا على وجه القصور والنقص
ومن فوائدها أيضا علو منزلة الرسول صلى الله عليه وسلم على قراءة الفتح حيث اعتبر الله عز وجل تعجبه تعجبا ينوه عنه في قوله (( بل عجبت )) ومعلوم أن الذي ينوه عن أحواله عظيم عند من ينوه عنه بخلاف من لا يؤبه له ولا يهتم به ولهذا في أوساط الناس إذا غضب الملك ليس كغضب سائر الناس تجد يقال تحدث الملك فغضب لكن لو يأتي واحد من السوقة من عامة الناس لو تفجر... من الغضب ما تحدث الناس عنه فإذن تحدث الله عن عجب الرسول عليه الصلاة والسلام يدل على علو منزلته عند الله وعلى عظم شأنه صلى الله عليه وسلم
ومن فوائد الآيات الكريمة أن هؤلاء القوم الذين أنكروا الباطل زادوا في طغيانهم فصاروا يسخرون من أهل الحق الذين أنكروا الحق زادوا في طغيانهم حتى صاروا يسخرون من الحق وأهل الحق ولهذا قال تعالى
(( ويسخرون )) يعني مع تعجبك من أحوالهم هم يسخرون مما جئت به ويسخرون بك وهذه عادة أعداء الرسل يسخرون من الرسل ومما جاءوا به ومما يفعلونه أيضا قال الله تعالى عن نوح (( ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم ))
من هذه الفائدة نأخذ فائدة الأخرى وهو أنه يجب على الدعاة إلى الحق أن يصبروا على ما ينالهم من الناس من السخرية لأن أعداء الرسل أكثر من أولياء الرسل كم أعداء الرسل من بني آدم تسعمائة وتسعة وتسعين بالألف فهم أكثر من أولياء الرسل فالدعاة إلى الحق يجب عليهم الصبر إذا سمعوا من يسخر به سواء كان هؤلاء الساخرون من الكفار أو من أولياء الكفار لأنه يوجد من المؤمنين أو بالأصح يوجد من المسلمين من هو من أولياء الكافرين فالواجب على الدعاة أن يصبروا لأن الرسل الذين هم أهل الحق وقادة الحق وأئمة الحق قد سخر الناس منهم فكيف بك أنت فالواجب عليك أن تصبر الواجب على كل داعية أن يصبر على ما يحصل له من سخرية وليعلم أن العاقبة للمتقين
ومن فوائد الآية الكريمة عتو هؤلاء المكذبين لرسول الله صلى الله عليه وسلم لكونهم إذا ذكروا لا يذكرون ولا يتعظون وذلك لقسوة قلوبهم وعتوهم نسأل الله العفو والعافية عكس المؤمنين الذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا
ومن فوائدها أيضا أن هؤلاء المكذبين إذا رأوا الآية الدالة على صدق الرسل ازدادوا سخرية وتنطعا (( وإذا رأوا آية يستسخرون )) وهذا فوق السخرية السابقة لأنه قال (( ويسخرون )) بل هؤلاء إذا رأوا آية وكان المفروض إذا رأوا آية أن يستسلموا ولكنهم على العكس من ذلك (( زإذا رأوا الآية يستسخرون )) والعجب من قول النبي صلى الله عليه وسلم في الذين كذبوا أنهم قالوا (( اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم )) كان ينبغي أن يقولوا اللهم إن كان هذا الحق من عندك فاهدنا إليه ووفقنا له أما أن يقولوا هكذا فهذا أكبر دليل على أنهم والعياذ بالله طاغون معتدون ومن فوائد الآية الكريمة أن المعادين للرسل يصفون ما جاءوا به بالصفات القبيحة تنفيرا للناس منهم يؤخذ من قوله (( وقالوا إن هذا إلا سحر مبين )) إن هذا الآية التي رأوا أو ما جاءت به الرسل إلا سحر مبين وهم في ذلك كاذبون يعملون أنه ليس بصدق لكن قالوا هذا تنفيرا للناس عن طريق الرسل
طيب وهل ورثت هذه المقالة الجواب نعم ورثت هذه المقالة ورثت من أول من جاء من الرسل إلى عصرنا هذا وإلى يوم القيامة قال الله تعالى (( كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ))[الذاريات:52]كل أعداء الرسل يقول هذا ساحر أو مجنون هذه الكلمة وأريد جنس هذه الكلمة لا نوعها ورث فصار أهل الباطل الآن يلقبون أهل الحق بألقاب السوء
انظر مثلا إلى أهل التعطيل ماذا يلقبون به أهل الإثبات ؟ يقولون أنهم حشوية مجسمة مشبهة وما أشبه ذلك لا فهم يقولون مثل هذا الكلام من أجل أن ينفروا الناس عن طريق الحق كذلك أيضا أعداء أهل الحق يقولون هؤلاء رجعيون هؤلاء متحجرون هؤلاء متشددون هؤلاء متزمتون هؤلاء متنطعون إلى غير ذلك من الألقاب لكن أهل الحق الذين هم أهله لا يزدادون بهذه الألقاب إلا قوة وثباتا على ما هم عليه لأنهم يعلمون أنهم منصورورن بنصر الله (( يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم )) وأنا كررت عليكم كثيرا بأن انتصار الإنسان ليس انتصار شخصه فقط قد ينصر الإنسان في حياته ويتبين له النصر وقد ينصر بعد مماته بماذا ينصر بعد مماته ؟ ينصر بعد مماته بنصر ما قاله من الحق ويكون كل من عمل بالحق الذي جاء به أو الذي بينه يكون له مثل أجره وهذا انتصار كل إنسان يحب أن ينتصر الحق الذي بينه للناس في حياته أو بعد مماته طيب