تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( وقالوا )) أي الكفار (( يا )) للتنبيه (( ويلنا )) هلاكنا ، وهو مصدر لا فعل له من لفظه ، وتقول لهم الملائكة (( هذا يوم الدين )) أي الحساب والجزاء . حفظ
(( ويل يومئذ للمكذبين )) أي حسرة وعذاب فهنا يا ويلنا أي يا حسرتنا وعذابنا احضر فهذا أوانك ويحتمل كما قال المؤلف أن ياء للتنبيه ولكن إذا قال قائل هل تأتي يا للتنبيه ؟ فالجواب نعم فإذا طلب منا مثال لا يحتمل إلا التنبيه قلنا كقوله تعالى (( يا ليت قومي يعلمون )) فإن يا هنا للتنبيه لأن يا لا تدخل على الحروف وإنما تدخل على الأسماء ولكن جيء بها للتنبيه وقوله (( ويلنا )) هلاكنا ولكن الويل كما قلت أخص من مجرد الهلاك بل هو التحسر والعذاب وهو مصدر لا فعل له من لفظه ولكن من معناه إذا كان من معناه وفسرنا الويل بالهلاك فكيف نقدر الفعل ؟ هلكنا هلاكنا كذا هذا يوم الدين قال المؤلف وتقول لهم الملائكة هذا يوم الدين فجعل المفسر رحمه الله هذا يوم الدين من كلام الملائكة ولكن الصحيح أنه من كلامهم أي من كلام هؤلاء المنكرين يعني أنهم في ذلك اليوم يقرون بيوم الدين ولكن لا ينفعهم الإقرار حينئذ فهم يقرون بهذا اليوم إذا شاهدوه يقول هذا يوم الدين والمشار إليه الوقت الذي هم فيه ذلك اليوم الحاضر والدين يعني الجزاء واعلم أن الدين يطلق على الجزاء ويطلق أحيانا على العمل فقوله تعالى (( لكم دينكم ولي دين )) المراد به العمل وقوله تعالى (( وما أدراك ما يوم الدين يوم لا تملك نفس لنفس شيئا )) المراد بالدين الجزاء طيب وهنا (( هذا يوم الدين )) المراد به الجزاء أي هذا يوم الجزاء والدين كما يطلق على الجزاء يطلق على العمل كما قلت ومنه قولهم كما تدين تدان أي كما تعمل تجازى قال هذا يوم الدين