تفسير قول الله تعالى : (( هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون )) . حفظ
هذا يوم الفصل أي الحساب والجزاء هذا يوم الفصل بين الخلائق الذي كنتم به تكذبون الجملة هذه يحتمل أن تكون من كلامهم ويحتمل أن تكون من كلام الملائكة فإن كانت من كلامهم فالمعنى أن بعضهم يقول لبعض هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون يقول بعضهم لبعض هذا توبيخا وتنديما وتقريعا وإذا كان من كلام الملائكة فلا إشكال فيه لأنهم يخاطبون قوما يكذبون به وقوله (( هذا يوم الفصل )) بعد هذا يوم الدين لأنه إذا أدين الناس وحوسبوا وجوزوا انفصل بعضهم عن بعض فريق في الجنة وفريق في السعير قد يفصل بين المرء وأبيه وبين المرء وأمه وبين المرء وأقاربه فهؤلاء إلى الجنة وهؤلاء إلى النار فإذن سمي يوم الفصل لأنه يفصل فيه بين الخلائق فيصرف قوم إلى النار ويصرف قوم إلى الجنة
وسمي يوم الفصل أيضا لأنه يفصل بين الخلائق بالحكم بينهم بأخذ حق المظلوم من الظالم كما يفصل القاضي في الدنيا بين المتخاصمين فيعطي المظلوم حقه من الظالم فسمي يوم الفصل لانفصال الناس بعضهم عن بعض فريق في الجنة وفريق في السعير وسمي يوم الفصل لأنه يفصل بين الخلائق بالحكم بينهم بالعدل
وقوله (( الذي كنتم به تكذبون )) كنتم أي فيما مضى أما الآن فيصدقون به لأنهم قالوا هذا يوم الدين لكن فيما مضى يكذبون بهذا اليوم ويقولون كيف يمكن أن تبعث الخلائق بعد أن كانوا عظاما وترابا (( هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون )) فإذا قال قائل ما الفائدة من قوله (( الذي كنتم به تكذبون )) قلنا الفائدة من أجل زيادة التحسر على هؤلاء لأنه إذا قيل لهم الذي كنتم به تكذبون فسوف يتحسرون ويقولون يا ليتنا لم نكذب فيكون في هذه زيادة ألم في نفوسهم هذا من جهة ومن جهة أخرى التوبيخ لهؤلاء ولومهم على تكذيبهم حيث كذبوا بالحق ففي ذلك إذن فائدتان الفائدة الأولى زيادة التحسر فيهم الفائدة الثانية التوبيخ واللوم على تكذيبهم بالحق (( هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون ))
وسمي يوم الفصل أيضا لأنه يفصل بين الخلائق بالحكم بينهم بأخذ حق المظلوم من الظالم كما يفصل القاضي في الدنيا بين المتخاصمين فيعطي المظلوم حقه من الظالم فسمي يوم الفصل لانفصال الناس بعضهم عن بعض فريق في الجنة وفريق في السعير وسمي يوم الفصل لأنه يفصل بين الخلائق بالحكم بينهم بالعدل
وقوله (( الذي كنتم به تكذبون )) كنتم أي فيما مضى أما الآن فيصدقون به لأنهم قالوا هذا يوم الدين لكن فيما مضى يكذبون بهذا اليوم ويقولون كيف يمكن أن تبعث الخلائق بعد أن كانوا عظاما وترابا (( هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون )) فإذا قال قائل ما الفائدة من قوله (( الذي كنتم به تكذبون )) قلنا الفائدة من أجل زيادة التحسر على هؤلاء لأنه إذا قيل لهم الذي كنتم به تكذبون فسوف يتحسرون ويقولون يا ليتنا لم نكذب فيكون في هذه زيادة ألم في نفوسهم هذا من جهة ومن جهة أخرى التوبيخ لهؤلاء ولومهم على تكذيبهم حيث كذبوا بالحق ففي ذلك إذن فائدتان الفائدة الأولى زيادة التحسر فيهم الفائدة الثانية التوبيخ واللوم على تكذيبهم بالحق (( هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون ))