التعليق على تفسير الجلالين : ويقال للملائكة : (( احشروا الذين ظلموا )) أنفسهم بالشرك (( وأزواجهم )) قرناءهم من الشياطين (( وما كانوا يعبدون * من دون الله )) أي غيره من الأوثان (( فاهدوهم )) دلوهم وسوقوهم (( إلى صراط الجحيم )) طريق النار . حفظ
" ويقال للملائكة (( احشروا الذين ظلموا )) أنفسهم بالشرك (( وأزواجهم )) قرناءهم من الشياطين (( وما كانوا يعبدون )) من دون الله أي غيره من الأوثان (( فاهدوهم )) دلوهم وسوقوهم (( إلى صراط الجحيم )) طريق النار "
أعوذ بالله احشروا الذين ظلموا الخطاب هنا من الله والعلم عنده إلى الملائكة ومعنى احشروا أي اجمعوا كما قال تعالى (( ويوم يجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التغابن )) وسمي يوم الجمع وسمي يوم الحشر لأن الناس يحشرون فيه ويجمعون وقوله (( الذين ظلموا أنفسهم )) بالشرك ينبغي أن يقال الذين ظلموا أنفسهم وظلموا غيرهم لأن الله سبحانه وتعالى حذف المفعول به وحذف المفعول به يؤذن بالعموم فهم في الحقيقة ظلموا أنفسهم وظلموا غيرهم ولاسيما الرؤساء منهم الذين أضلوا أتباعهم فإنهم ظلموهم بتلبيس الحق بالباطل وإضلالهم
(( الذين ظلموا وأزواجهم )) قال المؤلف " قرناءهم من الشياطين " وكل زوج قرين ومنه الزوج وزوجته فإنهما قرينان وقيل المراد بالأزواج الأصناف والأشكال ومنه قوله تعالى (( وآخر من شكله أزواج )) أي أصناف والمعنى متقارب لأن الغالب أن القرين من جنس المقارن كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ) (( احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون )) أي و الذي كانوا يعبدون متى ؟ في الدنيا ولهذا أتى بالفعل الماضي كانوا يعبدون أي في الدنيا وجملة كانوا يعبدون صلة الموصول والعائد محذوف وتقديره وما كانوا يعبدونه من دون الله وقول المؤلف من الأوثان
إذا قال قائل كيف تحشر الأوثان وهي جماد ليس عليها حساب ولا عقاب الجواب أنها تحشر إلى النار وتلقى في النار إهانة لعابديها أما هي فلا شعور لها لا تشعر بإهانة ولا كرامة ولكن عابديها هم الذين يشعرون بالإهانة إذا كانت معبوداتهم تلقى في النار فتلقى هذه المعبودات في النار إهانة لعباديها وبيانا لكونها لا تنفعهم في أحوج ما يكونون إلى نفعها وقوله (( وما كانوا يعبدون من دون الله ) هذه الآية عامة وخصت بقوله تعالى (( إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون )) لأننا لو أخذناها على عمومها لكان في الناس من يعبد الأنبياء وكان في الناس من يعبد الملائكة فهل يحشر هؤلاء المعبودون مع هؤلاء العابدين فالجواب لا (( إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها ورادون )) ثم قال (( إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون )) وعلى هذا فالعموم هنا مخصص بقوله (( إن الذين سبقت لهم منا الحسنى ))
وقيل أن العموم باق على ما هو عليه لكنه عام أريد به الخاص أريد به هؤلاء الذين أنكروا البعث والذين أنكروا البعث لم يعبدوا الملائكة ولا الرسل إنما كانوا يعبدون هبل واللات ومناة والعزى و هبل واللات والعزى ومناة كلها في النار وعلى كل حال سواء قلنا أن هذا عام أريد به الخاص أي الذين يخاطبون الرسول عليه الصلاة والسلام وينكرون البعث أو قلنا أنه عام مخصوص فإنه لا شك أن الذين يعبدون من دون الله وهم من أولياء الله لن يحشروا إلى النار ولن يدخلوها
(( وما كانوا يعبدون من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم )) اهدوهم أي دلوهم وهذه هداية الدلالة وهذا لا ينافي قوله تعالى (( يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا )) فإن الذي يساق يهدى أيضا أرأيت الرجل يسوق بعيره ويهديها أو لا ؟ يهديها هؤلاء يساقون وفي نفس الوقت يقال اذهبوا من هنا اذهبوا من هنا حتى يصلوا إلى النار وقد ذكر الله سبحانه وتعالى أن هؤلاء يساقون إلى النار في حال يحتاجون معها بل يضطرون إلى الماء.
(( ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا )) عطاشا فإذا جاءوا لم يجدوا إلا النار المحرقة والعياذ بالله وهذا يكون كالصفعة على وجوههم حيث جاءوا وهم يرجون أن يشربوا ولكنهم يفاجئون بما يزيدهم لهبا وعطشا (( وما كانوا يعبدون من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم )) صراط بمعنى طريق والصراط نوعان صراط حسي وهو ما تمشي عليه الأقدام وصراط معنوي وهو ما تمشي عليه القلوب فمن استقام في الصراط المعنوي على دين الله استقام في الصراط الحسي يوم القيامة حتى يصل إلى الجنة ومن كان غير مستقيم في الدنيا على شريعة الله لم يكن مستقيما في الآخرة على طريق الجنة ولكن على طريق النار هنا (( فاهدوهم إلى صراط الجحيم )) الصراط هنا حسي أو معنوي ؟ حسي والكفر معنوي طيب (( إلى صراط الجحيم )) وقوله (( الجحيم )) " قال النار " فالجحيم إذن من أسماء النار وأسماء النار في القرآن كثيرة متعددة وقد يكون من الخير أن نطلب من أحدكم أن يحصيها لنا من القرآن مستعد إلى متى ؟ إلى غد الثلاثاء
الطالب : يوم الاربعاء
الشيخ :يوم الاربعاء
أعوذ بالله احشروا الذين ظلموا الخطاب هنا من الله والعلم عنده إلى الملائكة ومعنى احشروا أي اجمعوا كما قال تعالى (( ويوم يجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التغابن )) وسمي يوم الجمع وسمي يوم الحشر لأن الناس يحشرون فيه ويجمعون وقوله (( الذين ظلموا أنفسهم )) بالشرك ينبغي أن يقال الذين ظلموا أنفسهم وظلموا غيرهم لأن الله سبحانه وتعالى حذف المفعول به وحذف المفعول به يؤذن بالعموم فهم في الحقيقة ظلموا أنفسهم وظلموا غيرهم ولاسيما الرؤساء منهم الذين أضلوا أتباعهم فإنهم ظلموهم بتلبيس الحق بالباطل وإضلالهم
(( الذين ظلموا وأزواجهم )) قال المؤلف " قرناءهم من الشياطين " وكل زوج قرين ومنه الزوج وزوجته فإنهما قرينان وقيل المراد بالأزواج الأصناف والأشكال ومنه قوله تعالى (( وآخر من شكله أزواج )) أي أصناف والمعنى متقارب لأن الغالب أن القرين من جنس المقارن كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ) (( احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون )) أي و الذي كانوا يعبدون متى ؟ في الدنيا ولهذا أتى بالفعل الماضي كانوا يعبدون أي في الدنيا وجملة كانوا يعبدون صلة الموصول والعائد محذوف وتقديره وما كانوا يعبدونه من دون الله وقول المؤلف من الأوثان
إذا قال قائل كيف تحشر الأوثان وهي جماد ليس عليها حساب ولا عقاب الجواب أنها تحشر إلى النار وتلقى في النار إهانة لعابديها أما هي فلا شعور لها لا تشعر بإهانة ولا كرامة ولكن عابديها هم الذين يشعرون بالإهانة إذا كانت معبوداتهم تلقى في النار فتلقى هذه المعبودات في النار إهانة لعباديها وبيانا لكونها لا تنفعهم في أحوج ما يكونون إلى نفعها وقوله (( وما كانوا يعبدون من دون الله ) هذه الآية عامة وخصت بقوله تعالى (( إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون )) لأننا لو أخذناها على عمومها لكان في الناس من يعبد الأنبياء وكان في الناس من يعبد الملائكة فهل يحشر هؤلاء المعبودون مع هؤلاء العابدين فالجواب لا (( إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها ورادون )) ثم قال (( إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون )) وعلى هذا فالعموم هنا مخصص بقوله (( إن الذين سبقت لهم منا الحسنى ))
وقيل أن العموم باق على ما هو عليه لكنه عام أريد به الخاص أريد به هؤلاء الذين أنكروا البعث والذين أنكروا البعث لم يعبدوا الملائكة ولا الرسل إنما كانوا يعبدون هبل واللات ومناة والعزى و هبل واللات والعزى ومناة كلها في النار وعلى كل حال سواء قلنا أن هذا عام أريد به الخاص أي الذين يخاطبون الرسول عليه الصلاة والسلام وينكرون البعث أو قلنا أنه عام مخصوص فإنه لا شك أن الذين يعبدون من دون الله وهم من أولياء الله لن يحشروا إلى النار ولن يدخلوها
(( وما كانوا يعبدون من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم )) اهدوهم أي دلوهم وهذه هداية الدلالة وهذا لا ينافي قوله تعالى (( يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا )) فإن الذي يساق يهدى أيضا أرأيت الرجل يسوق بعيره ويهديها أو لا ؟ يهديها هؤلاء يساقون وفي نفس الوقت يقال اذهبوا من هنا اذهبوا من هنا حتى يصلوا إلى النار وقد ذكر الله سبحانه وتعالى أن هؤلاء يساقون إلى النار في حال يحتاجون معها بل يضطرون إلى الماء.
(( ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا )) عطاشا فإذا جاءوا لم يجدوا إلا النار المحرقة والعياذ بالله وهذا يكون كالصفعة على وجوههم حيث جاءوا وهم يرجون أن يشربوا ولكنهم يفاجئون بما يزيدهم لهبا وعطشا (( وما كانوا يعبدون من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم )) صراط بمعنى طريق والصراط نوعان صراط حسي وهو ما تمشي عليه الأقدام وصراط معنوي وهو ما تمشي عليه القلوب فمن استقام في الصراط المعنوي على دين الله استقام في الصراط الحسي يوم القيامة حتى يصل إلى الجنة ومن كان غير مستقيم في الدنيا على شريعة الله لم يكن مستقيما في الآخرة على طريق الجنة ولكن على طريق النار هنا (( فاهدوهم إلى صراط الجحيم )) الصراط هنا حسي أو معنوي ؟ حسي والكفر معنوي طيب (( إلى صراط الجحيم )) وقوله (( الجحيم )) " قال النار " فالجحيم إذن من أسماء النار وأسماء النار في القرآن كثيرة متعددة وقد يكون من الخير أن نطلب من أحدكم أن يحصيها لنا من القرآن مستعد إلى متى ؟ إلى غد الثلاثاء
الطالب : يوم الاربعاء
الشيخ :يوم الاربعاء