التعليق على تفسير الجلالين : (( وما كان لنا عليكم من سلطان )) قوة وقدرة نقهركم على متابعتنا (( بل كنتم قوما طاغين )) ضالين مثلنا . حفظ
قوله (( وما كان لنا عليكم من سلطان )) قال المؤلف رحمه الله أي من قوة وقدرة تقهركم على متابعتنا واعلم أن السلطان بمعنى السلطة وهو في كل موضع بحسبه فتارة يراد بالسلطان العلم كما في قوله تعالى (( إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان )) أي من دليل وبرهان وتارة يراد به القدرة والقوة والغلبة كما في هذه الآية يعني ليس لنا عليكم من سلطان نقهركم حتى تتبعونا بل أنتم اتبعتمونا باختياركم وإرادتكم فكأنهم يقولون لا تلومونا ولوموا أنفسكم كما قال الشيطان لما قضي الأمر (( وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ ))[إبراهيم:22]فهؤلاء المتبوعون يجعلون اللوم كله على الأتباع ونحن إذا نظرنا إلى الواقع وجدنا أن اللوم يكون على الأتباع وعلى المتبوعين أما المتبوعون فإنهم زينوا لهم أعمالهم ودعوهم واستضعفوهم واستبلهوهم حتى أمالوهم إلى الباطل وأما الأتباع فإنهم لم يجبروا عل ذلك ولم يسخروا عليه بل هم الذين تبعوا هذا باختيارهم فكان على كل واحد منهم من اللوم ما يتناسب وفعله
(( بل كنتم قوما طاغين )) ضالين مثلنا بل هذا للإضراب الانتقالي لا لإبطال ما سبق بل للانتقال من شيء إلى آخر فكرروا عليهم الآن قالوا في الأول بل لم تكونوا مؤمنين وقالوا بالثاني بل كنتم قوما طاغين والطاغي هو الذي تجاوز حده كما قال الله تعالى (( إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية )) يعني لما تجاوز حده فهم يصفونهم بأنهم طاغون أي مجاوزون لحدهم الذي ينبغي أن يكونوا عليه وهو إتباع الرسل لا إتباع هؤلاء المضلين وقول المؤلف ضالين فيه نظر لأن الطغيان أمر زائد على الضلال فالصواب أن الطغيان بمعنى ايش ؟المتجاوزون للحد الذي ينبغي أن يكونوا عليه من إتباع الرسل