التعليق على تفسير الجلالين : (( إنهم )) أي هؤلاء ، بقرينة ما بعده (( كانوا إذا قيل لهم لآ إله إلا الله يستكبرون )). حفظ
(( إنهم )) أي هؤلاء بقرينة ما بعده (( إنهم )) أي هؤلاء يعني الأتباع والمتبوعين (( إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون )) إذا قيل لهم لا إله إلا الله من القائل ؟ القائل الرسل بدليل قوله (( ويقولون أإنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون )) وربما نختار العموم يعني إذا قالت لهم الرسل أو غيرهم حتى غير الرسل ربما يصح منهم يقولوا لا إله إلا الله ولكنهم يجيبون بهذا الجواب الباطل وقوله (( إذا قيل لهم لا إله إلا الله )) هذه الجملة هي كلمة التوحيد التي دعت إليها جميع الرسل قال الله تعالى (( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إلا أنا فاعبدون )) وإعرابها أن نقول لا نافية للجنس وإله اسمها وخبرها محذوف تقديره حق وإلا أداه استثناء والله بدل أو لفظ الجلالة بدل من الخبر المحذوف
وقوله لا إله إلا الله بمعنى مألوه والمألوه هو المعبود حبا وتعظيما الذي تألهه القلوب وتميل إليه وتخشع له وإله أعنى هذه الصيغة فعال بمعنى مفعول تأتي كثيرا في اللغة العربية مثل الغراس وبالبناء والفراش بمعنى المغروس والمبني والمفروش
وقوله لا إله إلا الله ، الله علم على الذات المقدسة لا يسمى به غيره وهو أصل الأسماء ولهذا تأتي أسماء الله تعالى غالبا تبعا له ولا يأتي هو تبعا لغيره إلا نادرا فالأكثر أن الأسماء كلها تأتي صفة لله الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين بسم الله الرحمن الرحيم وربما يأتي هو تبعا لها في مثل قوله تعالى (( إلى صراط العزيز الحميد الله الذي له ما في السماوات )) فهنا أتت هذه الكلمة العظيمة الله تبعا لما قبلها أين جواب إذا ؟ جواب إذا يستكبرون ولكن قد يقول قائل لماذا لم تجزم كيف جعلتموها جوابا لإذا ولم تجزموها مع أنها فعل مضارع ؟ الجواب أن إذا حرف شرط غير جازم قوله (( يستكبرون )) أي يتعالون كبرا وفخرا فيرون أنهم أكبر من أن يقال لهم لا إله إلا الله ويأنفون من ذلك أي من قول هذه الكلمة لأنهم يرون في أنفسهم أنهم أعظم وأكبر ولهذا قال (( يستكبرون )) أي يستكبرون عن قولها فلا يقولونها ويستكبرون عمن قالها فلا يستجيبون له فكبرياؤهم والعياذ بالله من الناحيتين الناحية الأولى الاستكبار عن قول هذه الكلمة والثاني الاستكبار عن الاستجابة لمن دعاهم إليها