فوائد قول الله تعالى : (( ويقولون أئنا لتاركو آلهتنا لشاعر مجنون )) . حفظ
ومن فوائد الآية في قوله تعالى (( وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ ))[الصافات:36]أن هؤلاء كذبوا بما تقتضيه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فالأول (( كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون )) والثاني إذا قيل لهم آمنوا بمحمد قالوا (( أإنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون )) فلم يقوموا بلا إله إلا الله ولم يقوموا بمحمد رسول الله أليس كذلك ؟ بلى والله عز وجل يقرن دائما بين هاتين الكلمتين في آيات كثيرة انظر إلى قوله (( أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الأَوَّلِينَ أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ ))[المؤمنون:69]ففي الأول الإشارة إلى شهادة أن لا إله إلا الله وفي الثاني أم يعرفوا رسولهم شهادة أن محمد رسول الله
طيب ولهذا أيضا جعل النبي صلى الله عليه وسلم هاتين الشهادتين ركنا واحدا من أركان الإسلام فقال ( بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة )) إلى آخره لتلازم هاتين الشهادتين ولأن مبنى العبادة كلها على الإيمان بهاتين الشهادتين إذ أن مبنى العبادة على الإخلاص والمتابعة الذين يتحقق بها شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله
ومن فوائد الآية الكريمة أن هؤلاء المستكبرين لم يكفهم الاستكبار عن الحق حتى قدحوا فيمن جاء بالحق من أين يؤخذ ؟ من قوله (( أإنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون )) فلم يكفهم أن تركوا الحق حتى هاجموا وقدحوا فيمن جاءوا به
وهل ورثت هذه الطريقة أعني القدح فيمن جاء بالحق ؟ نعم ورثت فأهل البدع يسمون أهل السنة بكل عيب ووصف قبيح سموهم المشبهة والمجسمة والحشوية والغثاء والنوابت والعامة وما أشبه ذلك من الكلمات التي تفيد القدح ولكن جعل الله سبحانه وتعالى لكل نبي عدوا من المجرمين ولكل متبع نبي عدوا من المجرمين فورث هؤلاء الأصفياء ورثوا صفوة الخلق وهم الرسل وورث هؤلاء الأشقياء أشقى الخلق الذين يقدحون في الرسل طيب ومن فوائد الآية الكريمة شدة انتصار هؤلاء المشركين لآلهتهم انظر كيف قالوا (( أإنا لتاركوا آلهتنا )) وهذا يدل على شدة انتصارهم لها وحميتهم الجاهلية وقد سبق في سورة يس أن الله تعالى قد قال عن هذه الآلهة (( لا يستطيعون نصرهم وهم لهم جند محضرون )) فالأصنام والآلهة لا تنصرهم وهؤلاء جند محضرون لنصر هذه الآلهة