التعليق على تفسير الجلالين : (( يطاف عليهم )) على كل منهم (( بكأس )) هو الإناء بشرابه (( من معين )) من خمر يجري على وجه الأرض كأنهار الماء . حفظ
(( على سرر متقابلين )) لا يرى بعضهم قفا بعض على سرر جمع سرير وهو الكراسي التي يجلس عليها ولكن ليس كسرر الدنيا بل (( على سرر موضونة )) مخروزة من الذهب ولا يمكن أن تتصور حسن هذه الصور لأن فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وما لم يخطر على قلب بشر لا يمكن أن يتصوره الإنسان لأنه فوق ما يتصور كل شيء تقدره من النعيم والحسن فالجنة أعلى وأعظم وقوله (( متقابلين )) حال من الضمير المسند في قوله على سرر يعني حال كونهم متقابلين وهذا يدل على كمال أدبهم وعلى سعة مجالسهم على كمال الأدب وسعة المجالس على كمال الأدب لأنهم متقابلون لا يولي أحدهم قفاه للآخر كذلك أيضا يدل على سعة المجالس لأنهم إذا كانوا كثيرين وصاروا متقابلين لابد أن تكون الدائرة واسعة إذن فالمجالس واسعة مهما جاء من الناس فإنها تسعهم ويتقابلون فيها (( على سرر متقابلين )) يقول لا يرى بعضهم قفا بعض للتقابل
(( يطاف عليهم ))" على كل منهم (( بكأس )) هو الإناء بشرابه (( من معين )) من خمر يجري على وجه الأرض كأنهار الماء " يطاف عليم يطاف فعل مضارع للمجهول ولم يذكر من يطوف عليهم لكن ذكر في آية أخرى أنه (( وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا )) ولدان يعني غلمان صغار (( كأنهم لؤلؤ مكنون )) إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا من جمالهم وحسنهم منثورا لتفرقهم في خدمة أسيادهم واللؤلؤ إذا نثر تبعثر في الأرض فهم متبعثرون في خدمة أسيادهم كل له عمل وهذا يسر الإنسان أن يجد هؤلاء الغلمان كل في عمله ليس فيهم متعطل وليس فيهم منتظر للآخر ليس كغلمان الدنيا يتزاحمون كل واحد يقول خلص حتى يأتي دوري لا كل في خدمة معينة وهذا ألذ ما يكون للسيد إذا رأى هؤلاء الغلمان قائمين بخدمتهم على هذا الوجه (( إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا ))
وقوله (( بكأس من معين )) قال المؤلف " هو الإناء بشرابه " الكأس معروف وهو الإناء بشرابه وقد بين الله تعالى أن هذا الكأس دهاق (( وكأسا دهاقا )) أي مملوءة ومع ذلك مملوءة بقدر معلوم ليست كبيرة وتملأ فإذا شربها الإنسان تعب وإذا أبقى منها فضلة صار غير شهي وليست صغيرة بحيث لا ترويهم وهم لا يعطشون ولكن تلذذا بل قال الله تعالى (( من فضة قدروها تقديرا )) يعني جعلت بقدر ما يتلذذ به الشارب لا كبيرة ولا صغيرة
وقوله (( بكأس من معين )) قال " من خمر يجرى على الأرض " المعين في الأصل هو الماء الجاري والمراد هنا بكأس من معين أي من خمر معين كعين الماء يجري وقد بين الله تعالى في سورة القتال (( مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى ))[محمد:15]أنهار تجري والذي خلقها عز وجل من هذا الطائر الذي يشبه الذباب خلق منه هذه الكميات الكبيرة من العسل قادر على أن يخلق أنهارا من العسل في الجنة وليس هذا بغريب وليست هذه الأنهار تأتي من نحل ولكن تأتي بقول الله كن فيكون عسل مصفى ما فيه شمع ولا شوائب من أحسن ما يكون غنية وطعما ورائحة وقد قال ابن القيم في النونية بناء على حديث ورد في ذلك
" أنهارها من غير أخدود جرت سبحان ممسكها عن الفيضان "
يعني ليست كأنهار الدنيا تحتاج إلى أخدود حدود تمنعها من الذهاب يمين وشمال أو حفرة تحفر للنهر لا ، تجري على سطح الأرض على حسب ما يريده أهلها من غير عمال يوجهونها حفرا أو إقامة لها بل تجري على ما تريد من غير تعب قال " سبحان ممسكها عن الفيضان " والذي أمسك البحر أن يغرق أهل الأرض وهل ليس بشيء بالنسبة للجنة قادر على أن يمسك هذه الأنهار لا تزيغ يمينا ولا شمالا
(( يطاف عليهم ))" على كل منهم (( بكأس )) هو الإناء بشرابه (( من معين )) من خمر يجري على وجه الأرض كأنهار الماء " يطاف عليم يطاف فعل مضارع للمجهول ولم يذكر من يطوف عليهم لكن ذكر في آية أخرى أنه (( وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا )) ولدان يعني غلمان صغار (( كأنهم لؤلؤ مكنون )) إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا من جمالهم وحسنهم منثورا لتفرقهم في خدمة أسيادهم واللؤلؤ إذا نثر تبعثر في الأرض فهم متبعثرون في خدمة أسيادهم كل له عمل وهذا يسر الإنسان أن يجد هؤلاء الغلمان كل في عمله ليس فيهم متعطل وليس فيهم منتظر للآخر ليس كغلمان الدنيا يتزاحمون كل واحد يقول خلص حتى يأتي دوري لا كل في خدمة معينة وهذا ألذ ما يكون للسيد إذا رأى هؤلاء الغلمان قائمين بخدمتهم على هذا الوجه (( إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا ))
وقوله (( بكأس من معين )) قال المؤلف " هو الإناء بشرابه " الكأس معروف وهو الإناء بشرابه وقد بين الله تعالى أن هذا الكأس دهاق (( وكأسا دهاقا )) أي مملوءة ومع ذلك مملوءة بقدر معلوم ليست كبيرة وتملأ فإذا شربها الإنسان تعب وإذا أبقى منها فضلة صار غير شهي وليست صغيرة بحيث لا ترويهم وهم لا يعطشون ولكن تلذذا بل قال الله تعالى (( من فضة قدروها تقديرا )) يعني جعلت بقدر ما يتلذذ به الشارب لا كبيرة ولا صغيرة
وقوله (( بكأس من معين )) قال " من خمر يجرى على الأرض " المعين في الأصل هو الماء الجاري والمراد هنا بكأس من معين أي من خمر معين كعين الماء يجري وقد بين الله تعالى في سورة القتال (( مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى ))[محمد:15]أنهار تجري والذي خلقها عز وجل من هذا الطائر الذي يشبه الذباب خلق منه هذه الكميات الكبيرة من العسل قادر على أن يخلق أنهارا من العسل في الجنة وليس هذا بغريب وليست هذه الأنهار تأتي من نحل ولكن تأتي بقول الله كن فيكون عسل مصفى ما فيه شمع ولا شوائب من أحسن ما يكون غنية وطعما ورائحة وقد قال ابن القيم في النونية بناء على حديث ورد في ذلك
" أنهارها من غير أخدود جرت سبحان ممسكها عن الفيضان "
يعني ليست كأنهار الدنيا تحتاج إلى أخدود حدود تمنعها من الذهاب يمين وشمال أو حفرة تحفر للنهر لا ، تجري على سطح الأرض على حسب ما يريده أهلها من غير عمال يوجهونها حفرا أو إقامة لها بل تجري على ما تريد من غير تعب قال " سبحان ممسكها عن الفيضان " والذي أمسك البحر أن يغرق أهل الأرض وهل ليس بشيء بالنسبة للجنة قادر على أن يمسك هذه الأنهار لا تزيغ يمينا ولا شمالا