فوائد قول الله تعالى : (( إنكم لذائقو العذاب الأليم * وما تجزون إلا ما كنتم تعملون )) . حفظ
قال الله عز وجل (( إنكم لذائقو العذاب الأليم )) في هذه الآية وما بعدها فوائد كثيرة:
منها أن هؤلاء المكذبين أو المستكبرين عن قول لا إله إلا الله سيذوقون العذاب لقوله (( إنكم لذائقو )) وهذه الجملة مؤكدة في اثنين وهما إن واللام
ومن فوائدها أن عذاب هؤلاء عذاب مباشر كما يباشر الإنسان أكله لقوله (( لذائقو العذاب )) والأصل في الذوق أن يكون الطعام الذي يؤكل ثم أطلق على كل شيء محقق الوقوع
ومن فوائدها أن عذاب هؤلاء والعياذ بالله مؤلم أليم أي مؤلم وهو ألم لا يمكن للأبدان في الدنيا أن تتحمل جزء منه لأنهم والعياذ بالله يعذبون بنار أشد من نار الدنيا بتسعة وستين جزءا وكلما نضجت جلودهم بدلوا جلودا غيرها ليذوقوا العذاب المهم أنه عذاب أليم ألما لا نظير له في الدنيا ولا يمكن أن يتخيله الإنسان لشدته نسأل الله أن يجيرنا وإياكم منه
ومن فوائد هذه الآيات كمال عدل الله عز وجل حيث جعل الجزاء من جنس العمل لقوله (( وما تجزون إلا ما كنتم تعملون )) بخلاف الملوك من الدنيا أولياء الأمور من الدنيا فإن جزاءهم على العمل قد يكون أكثر مما يستحق قد يغضب الإنسان فيجازي من له سلطة عليه بأكثر مما يستحق أما الله عز وجل فإنه لا يجازي الإنسان إلا بعمله
ومن فوائدها إثبات الجزاء ولازمه إثبات البعث لأن الجزاء الكامل على العمل إنما يكون يوم القيامة فيكون في الآية دليل على إثبات البعث وإثبات الجزاء
ومن فوائدها الرد على الجبرية الذين يقولون إن الإنسان لا يعمل وأن عمل الإنسان لا ينسب إليه لأنه مجبر عليه فتحرك الإنسان بالقول أو بالفعل كتحركه الاضطراري بل كتحرك الريشة في الهواء ولكن هذا القول قول ترده النصوص والعقول