فوائد قول الله تعالى : (( إلا عباد الله المخلصين * أولئك لهم رزق معلوم * فواكه وهم مكرمون * في جنات النعيم )) . حفظ
ومن فوائد الآيات أن القرآن مثاني تثنى فيه المعاني حتى يكون الإنسان بين الخوف والرجاء فيما إذا قلنا الترغيب والترهيب كما في هذه الآيات (( إلا عباد الله المخلصين ))
ومن فوائد الآية الكريمة شرف القائمين بأمر الله حيث أضافهم الله إلى عبوديته في قوله (( إلا عباد الله المخلصين )) ولا شك أن فخرا للإنسان أن ينسب إلى عبادة الله ولهذا يذكر الله تعالى وصف نبيه محمد صلى الله عليه وسلم في أشرف مقاماته وصفه بالعبودية عند ذكر إنزال القرآن عليه (( تبارك الذي نزل الفرقان على عبده )) (( وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا )) ووصفه بالعبودية في مقام الإسراء والمعراج (( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام )) وقال في المعراج (( فأوحى إلى عبده ما أوحى )) ووصفه بالعبودية في مقام الدفاع عنه (( وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله )) فإن هذا من باب التحدي لهؤلاء المكذبين للرسول عليه الصلاة والسلام أن يأتوا بمثل ما جاء به إذن فعبودية الله عز وجل لاشك أنها فخر للعابد والشاعر يقول
" فلا تدعني إلا بيا عبدها فإنه أشرف أسمائي "
أعوذ بالله فهذا يدل على أن العبودية للمحبوب من أشرف وألذ ما يكون للعابد
ومن فوائد الآية الكريمة أن الله سبحانه يمن على من يشاء فيخلصهم لنفسه حتى لا يكونوا عبيدا لغيره لقوله تعالى (( إلا عباد الله المخلصين )) وهذا أبلغ من المخلصين وإن كان لكل منهما مزية ولكن المخلص الذي أخلصه الله عز وجل لنفسه فلم يكن له إرادة سوى ربه هذا أبلغ قال (( إلا عباد الله المخلصين ))
ومن فوائد الآية الكريمة أن عباد الله عز وجل ينقسمون إلى قسمين عباد مخلصون وعباد غير مخلصين فالعباد بمعنى عبودية القدر هؤلاء غير مخلصين بل هم كالأنعام بل هم أضل وأما العباد لله تعبد شرع فإن هؤلاء هم المخلصون
ومن فوائد الآيات أن هؤلاء المخلصون لهم عطاء عند الله عز وجل معلوم عنده وعندهم (( أولئك لهم رزق معلوم )) عند الله ومعلوم عندهم فإن الله تعالى أخبر عباده بما ينالونه يوم القيامة من أنواع الثواب طيب فإن قال قائل هل هو معلوم بالحقيقة أو بالمعنى فالجواب أنه معلوم بالمعنى أما الحقيقة فليس بمعلوم يعني أننا لا نعلم كنه هذا النعيم أو هذا الرزق لقول الله تعالى (( فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ))[السجدة:17]ولقوله تعالى في الحديث القدسي ( أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ) إذن لا نعلم من نعيم الآخرة إلا الأسماء فقط أما الحقائق فإنا ليست معلومة كما قال ابن عباس رضي الله عنهما " ليس في الجنة شيء مما في الدنيا إلا الأسماء " فاكهة نخل رمان لكن الحقائق تختلف اختلافا عظيما إذن هو معلوم معنى لا معلوم الحقيقة والكنه لأن ذلك لا يدرك إلا بحق اليقين نعم
ومن فوائد الآيات الكريمة أن أهل الجنة يأكلون هذا الرزق تفكها وتنعما لا اقتياتا يحتاجون إليه لقوله (( فواكه )) في الدنيا يأكل الإنسان الطعام أحيانا اقتياتا للحاجة إليه وأحيانا تفكها وتلذذا أما في الآخرة فكل طعامها تلذذ
ومن فوائد الآيات أن أهل الجنة مكرمون من وجوه ثلاثة ذكرناها أمس من قبل الله ومن قبل الملائكة ومن قبل الخدم الغلمان فهم مكرمون من كل وجه
ومن فوائد الآية الكريمة أن جزاء الله للمحسن أكثر من عمله بكثير أليس كذلك لأن إحساننا نحن للعمل لو نسب إلى ثواب الله لم يكن شيئا قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لموضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها ) ثم إحساننا مهما بلغ له منتهى منتهاه الموت لكن ثواب الآخرة لا منتهى له إذن يتبين بذلك أن فضل الله عز وجزاءه أكثر بكثير من عمل العامل فيكون ذلك مصداقا لقوله تعالى (( كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم ))
ومن فوائد الآية الكريمة أن الجنة أصناف وأنواع من أين تؤخذ من وقوله (( في جنات )) ولكنها تشترك كلها في أنها جنات نعيم
ومن فوائدها أيضا أن الجنة كلها نعيم للبدن ونعيم للقلب فنعيم القلب بالسرور والانبساط والفرح الدائم الذي لا يعتريه هم ولا غم ولا حزن والبدن(( ولقاهم نضرة وسرورا )) (( وجوه يومئذ ناعمة لسعيها راضية )) إلى غير ذلك من الآيات الدالة على تنعيم هذا البدن نفس البدن منعم وما يلبسه أيضا من الزينة والحلي كذلك منعم فيه
ومن فوائد الآية الكريمة شرف القائمين بأمر الله حيث أضافهم الله إلى عبوديته في قوله (( إلا عباد الله المخلصين )) ولا شك أن فخرا للإنسان أن ينسب إلى عبادة الله ولهذا يذكر الله تعالى وصف نبيه محمد صلى الله عليه وسلم في أشرف مقاماته وصفه بالعبودية عند ذكر إنزال القرآن عليه (( تبارك الذي نزل الفرقان على عبده )) (( وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا )) ووصفه بالعبودية في مقام الإسراء والمعراج (( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام )) وقال في المعراج (( فأوحى إلى عبده ما أوحى )) ووصفه بالعبودية في مقام الدفاع عنه (( وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله )) فإن هذا من باب التحدي لهؤلاء المكذبين للرسول عليه الصلاة والسلام أن يأتوا بمثل ما جاء به إذن فعبودية الله عز وجل لاشك أنها فخر للعابد والشاعر يقول
" فلا تدعني إلا بيا عبدها فإنه أشرف أسمائي "
أعوذ بالله فهذا يدل على أن العبودية للمحبوب من أشرف وألذ ما يكون للعابد
ومن فوائد الآية الكريمة أن الله سبحانه يمن على من يشاء فيخلصهم لنفسه حتى لا يكونوا عبيدا لغيره لقوله تعالى (( إلا عباد الله المخلصين )) وهذا أبلغ من المخلصين وإن كان لكل منهما مزية ولكن المخلص الذي أخلصه الله عز وجل لنفسه فلم يكن له إرادة سوى ربه هذا أبلغ قال (( إلا عباد الله المخلصين ))
ومن فوائد الآية الكريمة أن عباد الله عز وجل ينقسمون إلى قسمين عباد مخلصون وعباد غير مخلصين فالعباد بمعنى عبودية القدر هؤلاء غير مخلصين بل هم كالأنعام بل هم أضل وأما العباد لله تعبد شرع فإن هؤلاء هم المخلصون
ومن فوائد الآيات أن هؤلاء المخلصون لهم عطاء عند الله عز وجل معلوم عنده وعندهم (( أولئك لهم رزق معلوم )) عند الله ومعلوم عندهم فإن الله تعالى أخبر عباده بما ينالونه يوم القيامة من أنواع الثواب طيب فإن قال قائل هل هو معلوم بالحقيقة أو بالمعنى فالجواب أنه معلوم بالمعنى أما الحقيقة فليس بمعلوم يعني أننا لا نعلم كنه هذا النعيم أو هذا الرزق لقول الله تعالى (( فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ))[السجدة:17]ولقوله تعالى في الحديث القدسي ( أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ) إذن لا نعلم من نعيم الآخرة إلا الأسماء فقط أما الحقائق فإنا ليست معلومة كما قال ابن عباس رضي الله عنهما " ليس في الجنة شيء مما في الدنيا إلا الأسماء " فاكهة نخل رمان لكن الحقائق تختلف اختلافا عظيما إذن هو معلوم معنى لا معلوم الحقيقة والكنه لأن ذلك لا يدرك إلا بحق اليقين نعم
ومن فوائد الآيات الكريمة أن أهل الجنة يأكلون هذا الرزق تفكها وتنعما لا اقتياتا يحتاجون إليه لقوله (( فواكه )) في الدنيا يأكل الإنسان الطعام أحيانا اقتياتا للحاجة إليه وأحيانا تفكها وتلذذا أما في الآخرة فكل طعامها تلذذ
ومن فوائد الآيات أن أهل الجنة مكرمون من وجوه ثلاثة ذكرناها أمس من قبل الله ومن قبل الملائكة ومن قبل الخدم الغلمان فهم مكرمون من كل وجه
ومن فوائد الآية الكريمة أن جزاء الله للمحسن أكثر من عمله بكثير أليس كذلك لأن إحساننا نحن للعمل لو نسب إلى ثواب الله لم يكن شيئا قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لموضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها ) ثم إحساننا مهما بلغ له منتهى منتهاه الموت لكن ثواب الآخرة لا منتهى له إذن يتبين بذلك أن فضل الله عز وجزاءه أكثر بكثير من عمل العامل فيكون ذلك مصداقا لقوله تعالى (( كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم ))
ومن فوائد الآية الكريمة أن الجنة أصناف وأنواع من أين تؤخذ من وقوله (( في جنات )) ولكنها تشترك كلها في أنها جنات نعيم
ومن فوائدها أيضا أن الجنة كلها نعيم للبدن ونعيم للقلب فنعيم القلب بالسرور والانبساط والفرح الدائم الذي لا يعتريه هم ولا غم ولا حزن والبدن(( ولقاهم نضرة وسرورا )) (( وجوه يومئذ ناعمة لسعيها راضية )) إلى غير ذلك من الآيات الدالة على تنعيم هذا البدن نفس البدن منعم وما يلبسه أيضا من الزينة والحلي كذلك منعم فيه