التعليق على تفسير الجلالين : (( قال )) ذلك القائل لإخوانه : (( هل أنتم مطلعون )) معي إلى النار لننظر حاله ؟ فيقولون : لا (( فأطلع )) ذلك القائل من بعض كوى الجنة (( فرءاه )) أي رأى قرينه (( فى سوآء الجحيم )) أي وسط النار . حفظ
يقول (( قال هل أنتم مطلعون ))" قال ذلك القائل لإخوانه هل أنتم مطلعون يعني معي إلى النار لننظر حاله فيقولون لا" يقول هذا الرجل لأصحابه الذين معه في الجنة هل أنتم مطلعون والاستفهام هنا للعرض يعني يعرض عليهم أن يطلعوا إلى هذا القرين وإنما عرض عليهم ذلك من أجل أن يتبين قدر نعمة الله عليهم لأن الإنسان إذا رأى هذا القرين الذي كان معه في الدنيا يقول له ما ذكر إذا رآه في النار وهذا في أكمل النعيم لا شك أنه يزداد شكرا لله عز وجل على نعمته إذ لو شاء لجعله يثنى لاسيما وأن هذا الرجل يحاول بكل ما يستطيع أن يصد هذا عن سبيل الله فيكون في الاطلاع فائدة عظيمة وهي معرفة قدر نعمة الله عليه بهذا النعيم وليس المراد بهذا الاطلاع الشماتة بهذا الرجل لأنه لو كان المراد الشماتة لكان في ذلك نوع فخر على هذا الرجل واستطالة ولكن المراد أن يعرفوا قدر نعمة الله عليهم لأن الأشياء تتبين بضدها (( قال هل أنتم مطلعون )) قال المؤلف رحمه الله " فيقولون لا " من أين أتى بهذا ؟ أتى به بقوله فاطلع ولم يقل فاطلعوا ولكن الجزم بأنهم قالوا لا فيه نظر لاحتمال أنهم سكتوا ولما علم أنه لا رغبة لهم فيه الاطلاع ذهب فاطلع ويحتمل أنهم مشوا معه ووقفوا ولكن لم يطلعوا فلهذا لا ينبغي أن نجزم بأنهم قالوا لا لاسيما وأن المعروف من أدب أهل الجنة بعضهم مع بعض أنه فوق هذا المستوى الذي يطلب منهم ويعرض عليهم عرضا أن يطلعوا إلى هذا الرجل الذي كان يبكته وينكر البعث لينظر ماذا فعل الله به وما فعل الله بهذا المصدق حتى يتبين بذلك قدر نعمة الله تعالى عليه وكمال حكمته بتعذيب هذا الرجل المنكر
أقول أنه يبعد أن يقولوا لا فإما أن يقال أنهم قاموا ولكن لما كان هو المعني بهذا الأمر نسب الأمر إليه فقال (( فاطلع )) يعني أنه يحتمل أنهم قاموا فاطلعوا ويحتمل أنهم قاموا معه ولم يطلعوا بل وقفوا عند المكان الذي وقفوا عليه ويحتمل أنهم سكتوا وعرف أنهم لا يريدون ذلك ثم تقدم المهم ألا نجزم بهذا القول الذي قاله المؤلف " فاطلع ذلك القائل من بعض كوى الجنة " كوى جمع كوة يعني أن الرجل اطلع على هذا فرآه في سواء الجحيم رأى قرينة رؤية عين في سواء الجحيم أي وسط النار يعذب