التعليق على تفسير الجلالين : (( إن هذا )) الذي ذكر لأهل الجنة (( لهو الفوز العظيم * لمثل هذا فليعمل العاملون )) قيل يقال لهم ذلك ، وقيل هم يقولونه . حفظ
(( إن هذا )) الذي ذكرت كذا عندكم تاء التأنيث ؟
الطالب:...
الشيخ : الظاهر أنها حذفها أصوب (( إن هذا )) " الذي ذكر لأهل الجنة " (( لهو الفوز العظيم )) طيب إن هذا المشار إليه ما ذكر من النعيم لأهل الجنة ومنه انتفاء الموت والتعذيب (( لهو الفوز العظيم )) اللام مؤكدة وإن مؤكدة وهو ضمير فصل وعلى هذا فتكون هذه الجملة مؤكدة بثلاثة مؤكدات إن واللام وضمير الفصل ثم إن المبتدأ والخبر كلاهما معرفة فيدل على أن هذا الفوز فوز خاص بأهل الجنة ان هذا الفوز الفوز الخاص هو الفوز العظيم فإذا قيل ما هو الفوز قلنا أن الفوز هو حصول المطلوب وزوال الكروه وقوله (( العظيم )) مأخوذ من العظمة لأنه لا فوز أعظم من ذلك قال الله تعالى (( فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد
فاز )) أذكركم بأن ضمير الفصل له ثلاث فوائد الفائدة الأولى التوكيد والفائدة الثانية الحصر والفائدة الثالثة التمييز بين الخبر والصفة لأنك إذا قلت مثلا زيد الفاضل فإن الفاضل يحتمل أن تكون صفة ويحتمل أن تكون خبرا فإذا قلت زيد هو الفاضل تعين أن تكون خبرا وحصل بذلك التمييز بين الخبر والصفة
ثم قال عز وجل (( لمثل هذا فليعمل العاملون )) لمثل هذا المشار إليه ما ذكر من النعيم وقوله لمثل هذا قال بعضهم إن مثل هنا زائدة أي لهذا فليعمل وقيل بل هي غير زائدة أصلية وأن مثل يؤتى به للتعظيم والمبالغة فإذا كان الإنسان يطلب منه أن يعمل العمل لمثل هذا فما بالك بنفس هذا واضح طيب يقولون أن المثل ملحق بمثيله إلحاقا كالمشبه ملحق بالمشبه به مرتبة المشبه به أعلى من مرتبة المشبه المثيل الذي قيل هذا مثل هذا أعلى من مماثله لأنك إذا قلت هذا مثل هذا فقد ألحقت الأول بالثاني هذا مثل هذا الأول في الجملة بالثاني فإذا قيل لمثل هذا وصار الإنسان مطلوبا منه أن يعمل لمثل هذا الشيء فطلبه أن يعمل لهذا الشيء نفسه من باب أولى فيقولون إن هذا من باب التوكيد وهذا كقوله تعالى (( ليس كمثله شيء )) فإن مثل ليست بزائدة ولكنها جيء بها للمبالغة إذا كان مثله سبحانه وتعالى لو فرض له مثل لا يماثله شيء فما بالك به نفسه فيكون هذا من باب التوكيد إذا لمثل هذا نقول هذا من باب التوكيد والمبالغة أي أن الإنسان مطلوب منه أن يعمل لمثل هذا فكيف بنفس هذا الشيء فتكون مثل على هذا ليست بزائدة بل هي أصلية وفائدتها التوكيد والمبالغة ولهذا يقال للشخص مثلك لا يبخل من يريدون يريدون هو لا يبخل ولكن أتوا بمثل من باب المبالغة يعي إذا كان المتشبه بك لا يبخل فأنت من باب أولى وأحرى فمثل هذا التركيب في اللغة العربية يقصد به المبالغة وليس هناك زيادة
إذن لمثل هذا الفوز العظيم (( فليعمل العاملون )) والفاء هنا عاطفة واللام لام الأمر وقوله (( فليعمل العاملون )) بماذا ؟ بشرع الله فإن هذا لو تذهب فيه النفوس والأنفاس والنفائس لكان ذلك رخيصا في جانب هذا الفوز العظيم الواحد منا يسعى جهده ليحصل الدرهم الدينار فيشبع به بطنه ويكسو به عورته وينعم به بدنه ذلك النعيم الزائف الزائل وتجده يسهر في الليل ويتعب في النهار من أجل الوصول إلى هذا الغرض لكن ثواب الآخرة أعظم وأعظم ومع ذلك فعملنا نحوها قليل جدا وقد وبخنا الله عز وجل في قوله (( بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى )) فالذي ينبغي العمل له حقيقة بل الذي يجب على العاقل أن يعمل له حقيقة هو ثواب الآخرة وهذه الآية (( لمثل هذا فليعمل العاملون )) كقوله تعالى (( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون )) هذا هو محل التنافس وهذا هو محل العمل والجدير بذلك قال (( لمثل هذا فليعمل العاملون ))
" قيل يقال لهم ذلك وقيل هم يقولونه " وعلى كل حال فسواء هم الذين يقولونه أو يقال لهم فإنه يفيد أن هذا الجزاء وهذا النعيم وهذا الذي ينبغي أن تفنى فيه النفوس والأنفاس والنفائس
قال الله تعالى (( أذلك )) المذكور لهم (( خير نزلا )) وهو ما يعد للنازل من ضيف وغيره (( أم شجرة الزقوم )) أذلك خير أم شجرة أم هنا متصلة أو منقطعة ؟ الظاهر أنكم لا تعرفون المتصلة من المنقطعة لو عرفتم المنقطعة من المتصلة ما أشكل عليكم ولا قلتم هذه منقطعة المتصلة التي تذكر بين متعادلين ويحل محلها أو وهنا ذكرت بين متعادلين ويصح أن يحل محلها أو أذلك خير أو شجرة فما دامت ذكر لما قبلها معادل فهي متصلة نعم أما المنقطعة فهي التي تكون بمعنى بل مثل (( أم تأمرهم أحلامهم بهذا أم هم قوم طاغون )) قوله أم هم قوم طاغون بمعنى بل يعني لا تأمرهم أحلامهم بهذا ولكن هم قوم طاغون
الطالب:...
الشيخ : الظاهر أنها حذفها أصوب (( إن هذا )) " الذي ذكر لأهل الجنة " (( لهو الفوز العظيم )) طيب إن هذا المشار إليه ما ذكر من النعيم لأهل الجنة ومنه انتفاء الموت والتعذيب (( لهو الفوز العظيم )) اللام مؤكدة وإن مؤكدة وهو ضمير فصل وعلى هذا فتكون هذه الجملة مؤكدة بثلاثة مؤكدات إن واللام وضمير الفصل ثم إن المبتدأ والخبر كلاهما معرفة فيدل على أن هذا الفوز فوز خاص بأهل الجنة ان هذا الفوز الفوز الخاص هو الفوز العظيم فإذا قيل ما هو الفوز قلنا أن الفوز هو حصول المطلوب وزوال الكروه وقوله (( العظيم )) مأخوذ من العظمة لأنه لا فوز أعظم من ذلك قال الله تعالى (( فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد
فاز )) أذكركم بأن ضمير الفصل له ثلاث فوائد الفائدة الأولى التوكيد والفائدة الثانية الحصر والفائدة الثالثة التمييز بين الخبر والصفة لأنك إذا قلت مثلا زيد الفاضل فإن الفاضل يحتمل أن تكون صفة ويحتمل أن تكون خبرا فإذا قلت زيد هو الفاضل تعين أن تكون خبرا وحصل بذلك التمييز بين الخبر والصفة
ثم قال عز وجل (( لمثل هذا فليعمل العاملون )) لمثل هذا المشار إليه ما ذكر من النعيم وقوله لمثل هذا قال بعضهم إن مثل هنا زائدة أي لهذا فليعمل وقيل بل هي غير زائدة أصلية وأن مثل يؤتى به للتعظيم والمبالغة فإذا كان الإنسان يطلب منه أن يعمل العمل لمثل هذا فما بالك بنفس هذا واضح طيب يقولون أن المثل ملحق بمثيله إلحاقا كالمشبه ملحق بالمشبه به مرتبة المشبه به أعلى من مرتبة المشبه المثيل الذي قيل هذا مثل هذا أعلى من مماثله لأنك إذا قلت هذا مثل هذا فقد ألحقت الأول بالثاني هذا مثل هذا الأول في الجملة بالثاني فإذا قيل لمثل هذا وصار الإنسان مطلوبا منه أن يعمل لمثل هذا الشيء فطلبه أن يعمل لهذا الشيء نفسه من باب أولى فيقولون إن هذا من باب التوكيد وهذا كقوله تعالى (( ليس كمثله شيء )) فإن مثل ليست بزائدة ولكنها جيء بها للمبالغة إذا كان مثله سبحانه وتعالى لو فرض له مثل لا يماثله شيء فما بالك به نفسه فيكون هذا من باب التوكيد إذا لمثل هذا نقول هذا من باب التوكيد والمبالغة أي أن الإنسان مطلوب منه أن يعمل لمثل هذا فكيف بنفس هذا الشيء فتكون مثل على هذا ليست بزائدة بل هي أصلية وفائدتها التوكيد والمبالغة ولهذا يقال للشخص مثلك لا يبخل من يريدون يريدون هو لا يبخل ولكن أتوا بمثل من باب المبالغة يعي إذا كان المتشبه بك لا يبخل فأنت من باب أولى وأحرى فمثل هذا التركيب في اللغة العربية يقصد به المبالغة وليس هناك زيادة
إذن لمثل هذا الفوز العظيم (( فليعمل العاملون )) والفاء هنا عاطفة واللام لام الأمر وقوله (( فليعمل العاملون )) بماذا ؟ بشرع الله فإن هذا لو تذهب فيه النفوس والأنفاس والنفائس لكان ذلك رخيصا في جانب هذا الفوز العظيم الواحد منا يسعى جهده ليحصل الدرهم الدينار فيشبع به بطنه ويكسو به عورته وينعم به بدنه ذلك النعيم الزائف الزائل وتجده يسهر في الليل ويتعب في النهار من أجل الوصول إلى هذا الغرض لكن ثواب الآخرة أعظم وأعظم ومع ذلك فعملنا نحوها قليل جدا وقد وبخنا الله عز وجل في قوله (( بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى )) فالذي ينبغي العمل له حقيقة بل الذي يجب على العاقل أن يعمل له حقيقة هو ثواب الآخرة وهذه الآية (( لمثل هذا فليعمل العاملون )) كقوله تعالى (( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون )) هذا هو محل التنافس وهذا هو محل العمل والجدير بذلك قال (( لمثل هذا فليعمل العاملون ))
" قيل يقال لهم ذلك وقيل هم يقولونه " وعلى كل حال فسواء هم الذين يقولونه أو يقال لهم فإنه يفيد أن هذا الجزاء وهذا النعيم وهذا الذي ينبغي أن تفنى فيه النفوس والأنفاس والنفائس
قال الله تعالى (( أذلك )) المذكور لهم (( خير نزلا )) وهو ما يعد للنازل من ضيف وغيره (( أم شجرة الزقوم )) أذلك خير أم شجرة أم هنا متصلة أو منقطعة ؟ الظاهر أنكم لا تعرفون المتصلة من المنقطعة لو عرفتم المنقطعة من المتصلة ما أشكل عليكم ولا قلتم هذه منقطعة المتصلة التي تذكر بين متعادلين ويحل محلها أو وهنا ذكرت بين متعادلين ويصح أن يحل محلها أو أذلك خير أو شجرة فما دامت ذكر لما قبلها معادل فهي متصلة نعم أما المنقطعة فهي التي تكون بمعنى بل مثل (( أم تأمرهم أحلامهم بهذا أم هم قوم طاغون )) قوله أم هم قوم طاغون بمعنى بل يعني لا تأمرهم أحلامهم بهذا ولكن هم قوم طاغون