فوائد قول الله تعالى : (( إن هذا لهو الفوز العظيم * لمثل هذا فليعمل العاملون )) . حفظ
ومن فوائد الآية الكريمة سفه أولئك القوم الذين يعملون للدنيا دون الآخرة لأن الله قال (( لمثل هذا فليعمل العاملون )) فالذين يعملون للدنيا وهم في غفلة عن الآخرة لا شك أنه سفهاء وأنهم أمضوا أعمارهم في غير فائدة بل ما فيه الخسارة وقد قال الله تعالى (( بل قلوبهم في غمرة من هذا ولهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون )) سبحان الله يحكي عن الكفار بأنهم قلوبهم في غمرة يعني مغمورة وأتى بفي الدالة على الظرفية للدلالة على أن الغمرة والعياذ بالله قد أحاطت بهذه القلوب في غمرة من هذا لكن أعمال الدنيا (( ولهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون )) لا يعملون لغيرها وهم من دون ذلك وأتى بمن الدالة على البعد بالدون عما خلق له الإنسان هؤلاء قلوبهم في غمرة مما وعد الله به أهل الجنة وتوعد بها أهل النار لكن أعمال الدنيا التي هي دون ذلك بمراحل كثيرة هم لها عاملون وهذا كقوله تعالى في توبيخ من يعذب يوم القيامة
(( لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطائك فبصرك اليوم حديد )) في الدنيا في غفلة يعني عن اليوم الآخر ولا كأن هذا اليوم سيأتي أما اليوم فقد كشف عنك الغطاء فبصرك حديد قوي تبصر الأشياء على حقيقتها لكن في الدنيا لا فهنا أمر الله أن نعمل لهذا (( لمثل هذا فليعمل العاملون )) وأما ما دون هذا فلا ينبغي للإنسان العاقل أن يفني عمره ويتعب جسده وفكره في العمل له طيب
فإذا قال قائل كما أشرت إليه آنفا هل معنى ذلك أن أترك العمل للدنيا فالجواب لا لو قلنا هذا يقتضي ذلك لكان قوله تعالى (( هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ))[الملك:15]وكان قوله تعالى (( آخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله )) وكان قوله تعالى
(( ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم )) كل هذا كلام عبث لهو بل نقول اعمل للدنيا لكن الموفق يستطيع أن يجعل عمل الدنيا عملا للآخرة والغافل بالعكس يجعل عمل الآخرة عملا للدنيا