التعليق على تفسير الجلالين : (( إنها شجرة تخرج فى أصل الجحيم )) أي قعر جهنم ، وأغصانها ترتفع إلى دركاتها (( طلعها )) المشبه بطلع النخل (( كأنه رءوس الشياطين )) أي الحيات القبيحة المنظر . حفظ
الشيخ : (( إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم ))
الطالب :...
الشيخ : (( في أصل الجحيم )) هذا قران
الطالب : ما في قراءات؟
الشيخ : مافي قراءات (( في أصل الجحيم )) أي قعر جهنم وأغصانها ترتفع إلى دركاتها (( إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم )) وقد سبق لنا هل هذه الشجرة واحدة الشخص أم هي واحدة بالنوع والجنس ؟ وقلنا في ذلك احتمالان يعني يحتمل أنها شجرة كبيرة تملأ النار كلها ويتفرع منها أغصان في دركاتها كما هو ظاهر كلام المؤلف ويحتمل أنها شجرة متعددة لكن أفردت باعتبار نوعها كما تقول مثلا إذا شاهدت شجرة في البر تقول هذا شجرة مذاقها مر مذاقها حلو وهكذا لا تريد هذا الشجرة الواحدة تريد هذا الجنس وهذا النوع فشجرة الزقوم يحتمل أنها شجرة واحدة قد ملأت النار بأغصانها والله على كل شيء قدير وإلا فإن النار بعيدة القعر كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فسمعنا وجبة فقال
( أتدرون ما هذا قالوا الله ورسوله أعلم قال هذا حجر رمي به في النار حتى وصل إلى قعرها منذ سبعين خريفا) يعني سبعين سنة وهو يهوي في النار ما وصل إلى قعرها هذه الشجرة إذا قلنا أنها واحدة وأن أغصانها ملأت النار فالله على كل شيء قدير وإن قلنا أنها واحدة بالجنس والنوع فليس في ذلك إشكال طيب يقول
(( إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم )) وما ظنك بهذا الشجرة النارية التي تخرج في أصل الجحيم سيكون لمنبتها أثر فيها لأن المنبت يؤثر على النابت حتى إن النوع الواحد إذا غرس في هذه الأرض اختلف عما إذا غرس في أرض أخرى وهو نوع واحد هذه الشجرة التي تخرج في أصل الجحيم سوف يكون لمنبتها أثر فيها ولهذا قال (( في أصل الجحيم )) ولم يقل في الجحيم ليبين أنها عميقة الجذور والعياذ بالله في النار يقول
" (( طلعها )) المشبه بطلع النخل (( كأنه رؤوس الشياطين )) أي الحيات القبيحة المنظر " طلعها يعني الثمر الذي يشبه طلع النخل (( كأنه رؤوس الشياطين )) والشياطين جمع شيطان وهل المراد الشيطان الحقيقي أو المراد نوع من الحيات كما قال المؤلف ؟ إذا نظرنا إلى ظاهر اللفظ قلنا المراد الشيطان الحقيقي واحتمال أن يكون المراد به نوع من الحيات قبيحة المنظر وارد لأن السيئ من الحيوان قد يسمى شيطانا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( الكلب الأسود شيطان ) ولكن الواجب علينا كما مر علينا كثيرا إجراء القرآن على ظاهره وأن نقول المراد بالشياطين أي الشيطان المعروف وإنما شبهت برؤوس الشياطين مع عدم رؤية الناس لها لأن كل أحد يعرف أن ما ينسب إلى الشيطان فهو قبيح منفر لا يركن إليه أحد فالتشبيه هنا تشبيه بما يتخيل فكرا لا بما يعلم حسا وعلى هذا فهو من أبلع ما يكون من التشبيه القبيح ولا حاجة أن نقول أنها حيات حتى لو قلنا بأنها حيات هل هذه الحيات معلومة لكل أحد ؟ إن حيات لا يعرفها إلا نادر من الناس لا ينفر الناس منها بل إن المؤلف الآن لما قال أنها حيات هبطت قيمة هذا القبح في نفس الإنسان لكن كأنها رؤوس الشياطين الإنسان يقشعر جلده وشعره عندما يسمع هذا التشبيه القبيح وعلى هذا فالصحيح أن المراد بذلك رؤوس الشياطين الحقيقية ولكنها شبهت بها للعلم أنها قبيحة عند جميع الناس وأنها منفرة