فوائد قول الله تعالى : (( فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون * ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم * ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم )) . حفظ
ثم قال عز وجل (( فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون ))
من فوائدها إثبات أكلهم منها على سبيل التأكيد لقوله (( فإنهم لآكلون منها ))
ومن فوائدها... أنه ينبغي تأكيد الشيء المستبعد أمام المخاطب من أجل اطمئنان نفسه وإقراره به اليس كذلك ؟ولهذا قال علماء البلاغة إن المخاطب له ثلاثة حالات : ابتداء وشك وإنكار ففي الابتداء لا يحسن أن تؤكد له الخبر بل تلقيه له غير مؤكد لأنك إذا أكدته بدون سبب للتأكيد فقد يشك يقول لولا أن هذا الرجل كاذب ما ذهب يؤكد الخبر بدون سبب فالفصاحة أن تلقيه إليه ايش ؟ مجردا من التأكيد مثلا إذا أردت أن تخبر بقدوم زيد تقول قدم زيد إذا كنت تخاطب رجلا خطاب ابتداء ليس عنده شك في قدومه ولا إنكار الحالة الثانية: أن يكون عند المخاطب شك في الأمر فهنا يحسن أن يؤكد ولكن لا يجب فهذا الرجل الذي تخشى أن يكون شاكا في قدوم زيد لاستبعاده إياه يحسن عندما تخبره أنه قادم يحسن أن تؤكده له فتقول لقد قدم زيد أو إن زيدا قادم هذا متى ؟ مع الشك مؤكده بمؤكد على سبيل الاستحباب
الحالة الثالثة: أن يكون منكرا ففي هذه الحال يجب أن يؤكد له الخبر من أجل أن يزول عنه الإنكار ويطمئن إلى مدلول الخبر كما لو كنت تخاطب شخصا ينكر أن يكون فلان قدم البلد فتقول له لقد قدم وإن رأيت أنه يحتاج إلى زيادة قلت والله لقد قدم وإن كنت تخشى أن يكون غير مقتنع فبعض العامة يقول عليه الطلاق لقد قدم أي نعم لأن كثيرا من الناس يؤمنون بالحلف بالطلاق أكثر ما يؤمنون بالحلف بالله عز وجل طيب بقي أن يقال هذا باعتبار حال المخاطب أي أنه يحسن توكيد الخبر أو تجريده من التوكيد أو وجوب تأكيده باعتبار حال المخاطب قد يكون التأكيد وعدمه باعتبار حال مدلول الخبر إذا كان المدلول أمرا هاما فإنه يؤكد حتى لو كنت تخاطب من لا ينكر مثل قوله تعالى (( لا أقسم بيوم القيامة ولا أقسم بالنفس اللوامة )) وأشباه ذلك مما أقسم الله به على البعث وهو يخاطب المؤمنين فهنا نقول تأكيد هذا الخبر مع إقرار المخاطب به يقصد بذلك بيان أهميته وأنه أمر يجب أن يتأكد في قلب الإنسان وأن يثبت فيه ويرسخ واضح قال أهل العلم -نبحث في البلاغة لأجل أن نستذكر ما مضى- قال بعضهم وقد ينزل المقر منزلة المنكر لفعله فعل المنكر مثل (( ثم إنك بعد ذلك لميتون ثم إنكم يوم القيامة تبعثون )) (( ثم إنك بعد ذلك لميتون )) هل الموت متردد فيه أو منكر أبدا لا يتردد فيه ولا ينكره أي أحد من الناس إذن فلماذا يؤكد لأن المخاطب قد تكون حاله حال المنكر لعدم استعداده للموت فكأنه منكر له فيؤكد له الخبر طيب هنا (( فإنهم لآكلون منها )) نقول هنا أكد الله عز وجل أنه سيأكلون لأن المقام مقام استبعاد للأكل قد يستبعد الإنسان أن يأكل هؤلاء من هذه الشجرة التي تخرج في أصل الجحيم وطلعها كأنه رؤوس الشياطين فأكد الله ذلك بإن واللام وأتى أيضا بالجملة الاسمية الدالة على استمرار أكله
طيب من فوائد هذه الآية الكريمة أن الله يعذب أهل النار في الأكل من هذه الشجرة بكونهم لا يشبعون لقوله (( فمالئون منها البطون )) فلا يأكلون منها بقدر الضرورة كما يأكل المضطر الميتة بقدر الضرورة ولكن يأكلون أكلا يملأ بطونهم وكلما فرغ البطن قليلا أكلوا
ومن فوائد الآية الكريمة أيضا أن هذه الشجرة إذا أكلوها والعياذ بالله عطشوا وطلبوا الماء وطلبوه على طلب المضطر إليه بدليل قوله (( وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل )) فهم يعطشون كثيرا ويسألون سؤال المضطر يستغيثون الله عز وجل فإذا أغيثوا بماء أغيثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه والعياذ بالله ولهذا قال (( ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم )) يعني مع هذا الأكل القبيح المستكره المبتلى بمحبته يشربون عليه من الحميم الذي يخالطه وقد سبق لنا أن هذا الحميم يقطع أمعاءهم
ومن فوائد قوله (( ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم )) أن هؤلاء الذين في النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وهذا فيه زيادة تعذيبهم كيف ذلك ؟ لأن الإنسان إذا انفتح له باب الأمل والرجاء ثم عاد إلى الخيبة صار ذلك أشق وأشد عليه مما لو استمر في خيبته فيكون في هذا زيادة تعذيب لهم (( ثم إن مرجعهم لإلى
الجحيم ))
ومن فوائدها أيضا أن هؤلاء لن يذوقوا نعيما أبدا لأن مرجعهم ومآلهم إلى الجحيم فلا يمكن أن يخرجوا منه نسأل الله لنا ولكم السلامة
من فوائدها إثبات أكلهم منها على سبيل التأكيد لقوله (( فإنهم لآكلون منها ))
ومن فوائدها... أنه ينبغي تأكيد الشيء المستبعد أمام المخاطب من أجل اطمئنان نفسه وإقراره به اليس كذلك ؟ولهذا قال علماء البلاغة إن المخاطب له ثلاثة حالات : ابتداء وشك وإنكار ففي الابتداء لا يحسن أن تؤكد له الخبر بل تلقيه له غير مؤكد لأنك إذا أكدته بدون سبب للتأكيد فقد يشك يقول لولا أن هذا الرجل كاذب ما ذهب يؤكد الخبر بدون سبب فالفصاحة أن تلقيه إليه ايش ؟ مجردا من التأكيد مثلا إذا أردت أن تخبر بقدوم زيد تقول قدم زيد إذا كنت تخاطب رجلا خطاب ابتداء ليس عنده شك في قدومه ولا إنكار الحالة الثانية: أن يكون عند المخاطب شك في الأمر فهنا يحسن أن يؤكد ولكن لا يجب فهذا الرجل الذي تخشى أن يكون شاكا في قدوم زيد لاستبعاده إياه يحسن عندما تخبره أنه قادم يحسن أن تؤكده له فتقول لقد قدم زيد أو إن زيدا قادم هذا متى ؟ مع الشك مؤكده بمؤكد على سبيل الاستحباب
الحالة الثالثة: أن يكون منكرا ففي هذه الحال يجب أن يؤكد له الخبر من أجل أن يزول عنه الإنكار ويطمئن إلى مدلول الخبر كما لو كنت تخاطب شخصا ينكر أن يكون فلان قدم البلد فتقول له لقد قدم وإن رأيت أنه يحتاج إلى زيادة قلت والله لقد قدم وإن كنت تخشى أن يكون غير مقتنع فبعض العامة يقول عليه الطلاق لقد قدم أي نعم لأن كثيرا من الناس يؤمنون بالحلف بالطلاق أكثر ما يؤمنون بالحلف بالله عز وجل طيب بقي أن يقال هذا باعتبار حال المخاطب أي أنه يحسن توكيد الخبر أو تجريده من التوكيد أو وجوب تأكيده باعتبار حال المخاطب قد يكون التأكيد وعدمه باعتبار حال مدلول الخبر إذا كان المدلول أمرا هاما فإنه يؤكد حتى لو كنت تخاطب من لا ينكر مثل قوله تعالى (( لا أقسم بيوم القيامة ولا أقسم بالنفس اللوامة )) وأشباه ذلك مما أقسم الله به على البعث وهو يخاطب المؤمنين فهنا نقول تأكيد هذا الخبر مع إقرار المخاطب به يقصد بذلك بيان أهميته وأنه أمر يجب أن يتأكد في قلب الإنسان وأن يثبت فيه ويرسخ واضح قال أهل العلم -نبحث في البلاغة لأجل أن نستذكر ما مضى- قال بعضهم وقد ينزل المقر منزلة المنكر لفعله فعل المنكر مثل (( ثم إنك بعد ذلك لميتون ثم إنكم يوم القيامة تبعثون )) (( ثم إنك بعد ذلك لميتون )) هل الموت متردد فيه أو منكر أبدا لا يتردد فيه ولا ينكره أي أحد من الناس إذن فلماذا يؤكد لأن المخاطب قد تكون حاله حال المنكر لعدم استعداده للموت فكأنه منكر له فيؤكد له الخبر طيب هنا (( فإنهم لآكلون منها )) نقول هنا أكد الله عز وجل أنه سيأكلون لأن المقام مقام استبعاد للأكل قد يستبعد الإنسان أن يأكل هؤلاء من هذه الشجرة التي تخرج في أصل الجحيم وطلعها كأنه رؤوس الشياطين فأكد الله ذلك بإن واللام وأتى أيضا بالجملة الاسمية الدالة على استمرار أكله
طيب من فوائد هذه الآية الكريمة أن الله يعذب أهل النار في الأكل من هذه الشجرة بكونهم لا يشبعون لقوله (( فمالئون منها البطون )) فلا يأكلون منها بقدر الضرورة كما يأكل المضطر الميتة بقدر الضرورة ولكن يأكلون أكلا يملأ بطونهم وكلما فرغ البطن قليلا أكلوا
ومن فوائد الآية الكريمة أيضا أن هذه الشجرة إذا أكلوها والعياذ بالله عطشوا وطلبوا الماء وطلبوه على طلب المضطر إليه بدليل قوله (( وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل )) فهم يعطشون كثيرا ويسألون سؤال المضطر يستغيثون الله عز وجل فإذا أغيثوا بماء أغيثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه والعياذ بالله ولهذا قال (( ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم )) يعني مع هذا الأكل القبيح المستكره المبتلى بمحبته يشربون عليه من الحميم الذي يخالطه وقد سبق لنا أن هذا الحميم يقطع أمعاءهم
ومن فوائد قوله (( ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم )) أن هؤلاء الذين في النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وهذا فيه زيادة تعذيبهم كيف ذلك ؟ لأن الإنسان إذا انفتح له باب الأمل والرجاء ثم عاد إلى الخيبة صار ذلك أشق وأشد عليه مما لو استمر في خيبته فيكون في هذا زيادة تعذيب لهم (( ثم إن مرجعهم لإلى
الجحيم ))
ومن فوائدها أيضا أن هؤلاء لن يذوقوا نعيما أبدا لأن مرجعهم ومآلهم إلى الجحيم فلا يمكن أن يخرجوا منه نسأل الله لنا ولكم السلامة