التعليق على تفسير الجلالين : (( فانظر كيف كان عاقبة المنذرين )) الكافرين : أي عاقبتهم العذاب (( إلا عباد الله المخلصين )) أي المؤمنين فإنهم نجوا من العذاب لإخلاصهم في العبادة ، أو لأن الله أخلصهم لها على قراءة فتح اللام . حفظ
قال المؤلف أي عاقبتهم العذاب يعني أن العاقبة كانت وخيمة والعياذ بالله عوقبوا بالعذاب المدمر المهلك ثم قال سبحانه وتعالى (( إلا عباد الله المخلصين )) أي المؤمنين نعم ولهذا فسرها المؤلف باسم الفاعل إشارة إلى أن المخلص هنا اسم فاعل لأن المفسر يطابق المفسر فيقول (( إلا عباد الله المخلصين )) الاستثناء هنا منقطع لأن ما بعده من غير جنس ما قبله وإذا كان ما بعد إلا من غير جنس ما قبلها فهو استثناء منقطع والاستثناء المنقطع علامته أن يحل محل إلا لكن طيب ولكن لماذا نأتي بإلا بدل لكن ؟ إشارة إلى قوة اتصال ما بعدها بما قبلها فهي تفيد الاستدراك مع ارتباط ما قبلها بما بعدها من حيث المعنى وإن كان هذا يختلف عن ذلك وقوله (( إلا عباد الله )) المراد بالعبودية هنا الخاصة أو العامة ؟ الخاصة بدليل قوله (( المخلصين )) وسبق لنا قريبا بيان أن العبودية تنقسم إلى عامة وخاصة أي المؤمنين فإنهم نجوا من العذاب لإخلاصهم في العبادة وهذا على قراءة كسر اللام أو لأن الله أخلصهم لها على قراءة فتح فأفادنا المؤلف رحمه الله أن في الآية قراءتين
(( المخلَصين )) و(( المخلِصين )) لكن لم يصرح بهما ولكن أتى بمضمونهما ففي الآية قراءتان مخلصين لإخلاصهم لله لأنهم أخلصوا القصد لوجه الله عز وجل رب العباد إليه الوجه والعمل فلم يلتفتوا إلى ما سوى الله والإنسان المخلص لله الذي أخلص قلبه له يوفق وتكون عاداته عبادات لأنه دائما مع الله ودائما يتفكر في آيات الله ودائما يحب القرب من الله فيسعى أن يكون قوله وفعله وتركه كله لله عز وجل وهذا في الحقيقة هو الرابح الذي ربح الوقت وربح العمر لم تضع عليه لحظة من اللحظات إلا وهو كاسب فيها ولكن أكثر الناس في غفلة عن هذا الشيء أكثر الناس في غفلة غافلون لم يخلصوا أنفسهم لله عز وجل بل من الناس من قد تكون العبادات في حقه عادات يقوم ويتوضأ ويصلي لأن هذه عادته كأن هذه العبادات عمل يومي يقوم به ولهذا لا نجدها تؤثر على القلب بواسطة الغفلة الشديدة عن الإخلاص لله عز وجل فهم مخلصون في العبادة كذلك مخلَصون أخلصهم الله قال المؤلف " للعبادة " ولو قيل معنى أسمى من ذلك لكان أولى أخلصهم الله لنفسه واختصهم من بين سائر العباد وإنهم عندنا لمن المصطفين الذين اصطفاهم الله وجعلهم صفوة عباده لنفسه وهذا أبلغ في الثناء مما قال المؤلف من أن الله أخلصهم للعبادة بل نقول أخلصهم له من بين سائر العباد (( إلا عباد الله المخلصين )) يقول المؤلف