التعليق على تفسير الجلالين : (( ولقد نادانا نوح )) بقوله رب (( أني مغلوب فانتصر )) [ 10 : 54 ] (( فلنعم المجيبون )) له نحن : أي دعانا على قومه فأهلكناهم بالغرق . حفظ
ولهذا قال (( ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون )) قال بقوله رب (( أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ )) (( فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ )) ، فانتصر الله له وأجاب دعاءه قال الله تعالى (( ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر وفجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر )) ماء ينبع من الأرض وماء ينزل من السماء يفور من الأرض فورانا عظيما يشمل كل الأرض حتى التنور الذي هو موضع إيقاد النار صار يتفجر ماء والسماء تهطل بماء منهمر عظيم فالتقى الماء حتى بلغ قمم الجبل ولم ينج منه أحد إلا من كان مؤمنا فإنه مع نوح عليه الصلاة والسلام في السفينة ولهذا قال سبحانه و تعالى (( ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون )) طيب ذكرنا أن نوحا هو أول الرسل من آخرهم ؟ محمد صلى الله عليه وسلم هو آخر الرسل قال الله تعالى (( مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ))[الأحزاب:40]ولم يقل وخاتم المرسلين مع قوله ولكن رسول الله إشارة إلى أنه لا يمكن أن يأتي بعده لا نبي ولا رسول (( فلنعم المجيبون )) الجملة ولقد نادانا نوح مؤكدة بثلاث مؤكدات كما سبق : القسم واللام وقد ونقول في توجيه التوكيد هنا ما قلناه فيما سبق وقوله
(( فلنعم )) الفاء حرف عطف تفيد الترتيب والتعقيب واللام موطئة للقسم وتقدير الكلام والله لنعم المجيبون والمجيبون فاعل نعم ونعم وبئس وشبههما تحتاجان إلى فاعل وإلى مخصوص يكون مبتدئا جملتهما خبرا عنه هذا المبتدأ يسمى المخصوص بالمدح أو بالذم فأين المخصوص هنا في هذه الآية ؟ يقول نحن فلنعم المجيبون نحن نعم وصدق ربنا ولنعم المجيبون الله سبحانه وتعالى فإن إجابته ليست كإجابة غيره إجابة الله سبحانه وتعالى إجابة محققة لكن بشرط أن تتم شروط الإجابة وأن تنتفي الموانع فإن لم تتم شروط الإجابة فإنه لا يجيب عز وجل لأن إجابته كسائر أفعاله مبنية على ايش ؟ الحكمة والحكمة وضع الشيء في موضعه فإذا تمت شروط الإجابة صار للإجابة محل فحلت الإجابة وإذا لم تتم لم يكن للإجابة محل فلم تتحقق الإجابة ولابد من انتفاء الموانع ألا يوجد مانع من موانع الإجابة وسيأتي إن شاء الله تعالى ذكر هذه الشروط والموانع عند ذكر الفوائد
المهم أن الله تعالى أثنى على نفسه بأنه نعم المجيب وصدق الله العظيم فإنه تعالى نعم المجيب يجيب عباده إذا اقتضت الحكمة ذلك بوجود الشروط وانتفاء الموانع (( فلنعم المجيبون )) " له نحن أي دعانا على قومه فأهلكناهم بالغرق " دعا الله على قومه فاهلكهم بالغرق غرقوا عن آخرهم وذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لو كان الله تعالى منجيا أحدا من الغرق لأنجى أم الصبي ) ما أم الصبي امرأة كان معها صبي فلما رأت الماء يتزايد خافت على نفسها من الغرق فلجأت إلى جبل فارتفع الماء حتى وصل إليها ثم ارتفع حتى وصلها الماء ثم ارتفعت حتى وصلها الماء حتى بلغت قمة الجبل ووصلها الماء فلما رأت الماء قد وصلها وألجمها رفعت الصبي فوق يديها لتغرق قبله قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يذكر عنه ( لو رحم الله أحدا لرحم أم الصبي ) لأن هذا أبلغ ما يكون في الرحمة أن تجعل موتها قبل موته ترفعه على يديها ليدركها الغرق قبله المهم أن هؤلاء القوم وغيرهم من الأمم لا ينفعهم الإيمان إذا رأوا البأس فانظر إلى فرعون لما أدركه الغرق قال (( آمنت بأنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين )) ولكن ما نفعه ذلك قيل له (( الآن وقد عصيت قبل )) لم يكن أحد من الأمم نفعه إيمانه حين رأى البأس إلا قوم يونس (( لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ )) قال أهل العلم والحكمة من ذلك أن نبيهم خرج منهم مغاضبا قبل أن يؤذن له فلم تحق عليهم الكلمة لعدم تمام الإنذار في حقهم فلهذا لما آمنوا كشف الله عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين وسيجدون ما يستحقونه من العقوبة أو المثوبة
(( فلنعم )) الفاء حرف عطف تفيد الترتيب والتعقيب واللام موطئة للقسم وتقدير الكلام والله لنعم المجيبون والمجيبون فاعل نعم ونعم وبئس وشبههما تحتاجان إلى فاعل وإلى مخصوص يكون مبتدئا جملتهما خبرا عنه هذا المبتدأ يسمى المخصوص بالمدح أو بالذم فأين المخصوص هنا في هذه الآية ؟ يقول نحن فلنعم المجيبون نحن نعم وصدق ربنا ولنعم المجيبون الله سبحانه وتعالى فإن إجابته ليست كإجابة غيره إجابة الله سبحانه وتعالى إجابة محققة لكن بشرط أن تتم شروط الإجابة وأن تنتفي الموانع فإن لم تتم شروط الإجابة فإنه لا يجيب عز وجل لأن إجابته كسائر أفعاله مبنية على ايش ؟ الحكمة والحكمة وضع الشيء في موضعه فإذا تمت شروط الإجابة صار للإجابة محل فحلت الإجابة وإذا لم تتم لم يكن للإجابة محل فلم تتحقق الإجابة ولابد من انتفاء الموانع ألا يوجد مانع من موانع الإجابة وسيأتي إن شاء الله تعالى ذكر هذه الشروط والموانع عند ذكر الفوائد
المهم أن الله تعالى أثنى على نفسه بأنه نعم المجيب وصدق الله العظيم فإنه تعالى نعم المجيب يجيب عباده إذا اقتضت الحكمة ذلك بوجود الشروط وانتفاء الموانع (( فلنعم المجيبون )) " له نحن أي دعانا على قومه فأهلكناهم بالغرق " دعا الله على قومه فاهلكهم بالغرق غرقوا عن آخرهم وذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لو كان الله تعالى منجيا أحدا من الغرق لأنجى أم الصبي ) ما أم الصبي امرأة كان معها صبي فلما رأت الماء يتزايد خافت على نفسها من الغرق فلجأت إلى جبل فارتفع الماء حتى وصل إليها ثم ارتفع حتى وصلها الماء ثم ارتفعت حتى وصلها الماء حتى بلغت قمة الجبل ووصلها الماء فلما رأت الماء قد وصلها وألجمها رفعت الصبي فوق يديها لتغرق قبله قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يذكر عنه ( لو رحم الله أحدا لرحم أم الصبي ) لأن هذا أبلغ ما يكون في الرحمة أن تجعل موتها قبل موته ترفعه على يديها ليدركها الغرق قبله المهم أن هؤلاء القوم وغيرهم من الأمم لا ينفعهم الإيمان إذا رأوا البأس فانظر إلى فرعون لما أدركه الغرق قال (( آمنت بأنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين )) ولكن ما نفعه ذلك قيل له (( الآن وقد عصيت قبل )) لم يكن أحد من الأمم نفعه إيمانه حين رأى البأس إلا قوم يونس (( لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ )) قال أهل العلم والحكمة من ذلك أن نبيهم خرج منهم مغاضبا قبل أن يؤذن له فلم تحق عليهم الكلمة لعدم تمام الإنذار في حقهم فلهذا لما آمنوا كشف الله عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين وسيجدون ما يستحقونه من العقوبة أو المثوبة