تفسير قول الله تعالى : (( ونجيناه وأهله من الكرب العظيم * وجعلنا ذريته هم الباقين )) . حفظ
قال الله عز وجل (( ونجيناه وأهله من الكرب العظيم )) من أهله ؟ هل نقول المراد المؤمنون أو نقول إن الأهل هم خاصة الرجل لأن هناك فرقا بين آل وأهل آل أتباع أهل هم الخواص خاصة الرجل كما قال الله تعالى (( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت )) هذا لا يشمل الأمة كلها أهل البيت الخاصة فهل نقول المراد أهله الذين هم خاصته هذا هو الأقرب من الآية لكن في آيات أخرى تدل على أن الذي نجا هو ومن آمن معه
طيب يستثنى من أهل نوح ابنه الذي كفر به فإنه أدركه الغرق ولما سأل نوح ربه (( فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (45) قالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ )) ويستثنى من ذلك امرأته كما قال الله تعالى في سورة التحريم (( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا )) خانتهما بماذا ؟ بالكفر لا بالفاحشة والزنا لأنه من المستحيل أن يجعل الله امرأة نبي تزني لأن الزنا خبث وقد قال الله تعالى (( الخبيثات للخبيثين )) فخيانة امرأة نوح وامرأة لوط كانت بالكفر والكفر قد يكون في امرأة النبي وهو لا يعلم ولهذا قال (( فخانتاهما )) يعني أخفتا الكفر عن نوح وعن لوط المهم أن أهل هنا ليس على عمومه فهل نقول أنه عام أريد به الخاص أو عام مخصوص ؟ عام مخصوص لأن العام الذي أريد به الخاص لابد أن يكون معلوما للمخاطب أنه لم يرد به الا الخاص من أول الأمر فأما الشيء الذي لا يعلم إلا بنص آخر فإن هذا يسمى عاما مخصوصا
طيب يقول الله عز وجل (( ونجيناه وأهله من الكرب العظيم )) الكرب معناه ضد السعة والإنسان المكروب هو الذي أصابه ما يكره به ولا شيء أعظم من كرب الموت وهذا الكرب الذي أصاب قومه كرب عظيم لأنه غرق يموت الإنسان وهو ينظر يعني موت الإنسان بمرض يموت بشيء يعلم أنه لا قدرة له على إزالته لكن بالغرق يموت وهو يؤمل أن ينجوا ولهذا تجده بكل قواه يحاول النجاة ولكن لا تحصل له فكأنه يموت قتلا بالموت وهو ينظر إليه ولهذا صار كربا عظيما لأنه موت بغرق ومثله الموت بالحرق بالنار لأنه يموت بأمر يشعر بنفسه أنه يستطيع التخلص منه ولكنه يعجز فيكون وقع الموت عليه أشد