تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( وجعلنا ذريته هم الباقين )) فالناس كلهم من نسله وكان له ثلاثة أولاد : سام وهو أبو العرب والفرس والروم وحام وهو أبو السودان ، ويافث أبو الترك والخزر ويأجوج ومأجوج وما هنالك . حفظ
ذريته من ذريته ؟ أي نسله جعل الله نسل نوح هم الباقين ولهذا يقال إن نوحا عليه الصلاة والسلام هو الأب الثاني للبشرية والأب الأول آدم ويقال إن إبراهيم أبو الأنبياء ولا يقال أبو البشرية لأن البشر لم ينحصروا في ذرية إبراهيم لكنه أبو الأنبياء لأن الأنبياء من بعده كلهم من ذريته كما قال تعالى فيما سبق(( وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب )) فما قبل إبراهيم من الأنبياء من ذرية نوح وما بعد إبراهيم من الأنبياء من ذرية نوح وإبراهيم لأن إبراهيم من ذرية نوح (( وجعلنا ذريته هم الباقين )) قال المؤلف " فالناس كلهم من نسله عليه السلام " كل الناس بعده من نسله أما قبله فليسوا من نسله من نسل آدم قال المؤلف " وكان له ثلاثة أولاد سام وهو أبو العرب وفارس والروم وحام وهو أبو السودان ويافث أبو الترك والخزر ويأجوج ومأجوج وما هنالك " هذا هو المشهور عند المؤرخين أن ذرية نوح كانوا ثلاثة: سام وحام ويافث لكن لم يأتي هذا بسنة صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يأت في القرآن ما يدل على ذلك فالأولى أن نقول أن الناس بعد نوح من ذريته وأما هذا التقسيم فيحتاج إلى دليل وليس هناك دليل من كتاب الله ولا من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم على ذلك والله سبحانه وتعالى ذكر أن الأمم السابقة لا يعلمهم إلا الله في أي آية ؟ في سورة إبراهيم (( ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله )) فإذا نفى الله علم أحد بهم إلا هو سبحانه وتعالى وجب أن يتلقى علمهم من الله سبحانه وتعالى لا من غيره فنرجع إلى الوحي وعلى هذا فما في كتب المؤرخين من أحوال الأمم الماضية إذا لم يقم عليه دليل من الكتاب والسنة فإنه مما يتوقف فيه لا نجزم به كحديث بني إسرائيل فهؤلاء الثلاثة الأبناء لنوح ممن يتوقف فيهم ونحن لا يهمنا أن يكون الباقون من أولاده ثلاثة أو ثلاثين المهم أن نؤمن بما دل عليه كتاب الله وهو أن ذرية نوح هم الذين بقوا طيب ومن آمن معه ليس لهم ذرية ؟ قد يكون لهم ذرية لكن لم تبق فالله أعلم ومن الجائز أن يكون للإنسان ابن وابن ابن ثم ينقطع نسله ومن الجائز أن يكون له ابن وبنت الى خمسة ثم ينقطع نسله فلا نعلم لكن الذي بقي نسله هو نوح ذريته هم الباقين