تفسير قول الله تعالى : (( سلام على نوح في العالمين * إنا كذلك نجزي المحسنين )) . حفظ
(( سلام على نوح في العالمين )) سلام مبتدأ ونكر من أجل التعظيم أي سلام عظيم لأنه سلام ممن ؟ من الله سلام على نوح في العالمين هذا الثناء معناه أن الله سلمه من القوادح التي تقدح فيه وحل محل هذه القوادح من البشر الثناء من الله سبحانه وتعالى فجمع الله له بين أمرين بين الثناء وبين سلامته أو تسليمه مما يقدح فيه ولهذا نقول سلام بمعنى تسليم أي أن الله سلمه من كل ما يضيره من القوادح التي تقدح فيه من بني آدم
(( سلام على نوح في العالمين )) المراد بالعالمين هنا من بعد نوح لا من قبله فيما يظهر وعلى هذا فيكون عاما يراد به الخاص قال تعالى (( إنا كذلك نجزي المحسنين )) إنا.. ولكن المراد بها التعظيم فإن الله واحد سبحانه وتعالى ولكنه إذا ذكر اسمه بما يدل على الجمع فالمراد به ايش ؟ التعظيم كذلك أي مثل هذا الجزاء نجزي المحسنين يعني كل من أحسن فإن الله سبحانه وتعالى يجزيه كما جزى نوح عليه الصلاة والسلام وقد جزى الله نوحا بأمرين بما ترك عليه في الآخرين وبما سلمه في العالمين فكذلك من كان مؤمنا بالله عز وجل محسنا في عبادته وإلى عباده فإن الله تعالى يجزيه كما جزى نوحا ولذلك تجدون أئمة المسلمين تجدون أن الله تعالى وضع في قلوب الناس وألسنتهم الثناء عليهم على الرغم من أن من الناس من يقدح فيهم لأن كل واحد من أهل الخير يقدح فيه واجد من أهل الشر (( وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين )) وكذلك كل من تمسك بهدي نبي فإن له عدوا من المجرمين بلا شك لكن يقيض الله سبحانه وتعالى لهذا المؤمن من يبدل هذا القدح بالثناء ومن يدافع هذا القدح ولهذا قال (( إنا كذلك نجزي المحسنين )) الذين أحسنوا
والإحسان ينقسم إلى قسمين : إحسان في عبادة الله وإحسان إلى عباد الله فالإحسان في عبادة الله لا نفسره بأحسن من تفسير النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال ( الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك )) ماذا فهمتم من هذا الحديث ؟ ( أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) ماذا تفهم ؟ نفهم أن العبادة في القسم الأول عبادة طلب والعبادة في القسم الثاني عبادة هرب معلوم هداية الله ما هو معلوم طيب العبادة في القسم الأول عبادة طلب كأنك تراه ومعلوم أن الله سبحانه وتعالى تشتاق إليه النفوس فإذا كان كأنه يراه فإنه يلح في العبادة ليصل إلى محبوبه إلى الله عز وجل فإن لم تكن تراه يعني إن لم تصل إلى هذه الدرجة وهي عبادة الرغبة والطلب فإنه يراك فاعبده عبادة هرب وخوف منه وهذا ليس كالأول لأن هذا يعبد الله خوفا منه والأول يعبده طمعا فالمرتبة الأولى أكمل من المرتبة الثانية ولهذا جعلها النبي صلى الله عليه وسلم في الدرجة الثانية قال ( إن لم تكن تراه وتعبده كأنك تراه فإنه يراك ) فإياك أن تخالفه أو تقع في معصيته هذا الإحسان في عبادة الله أما الإحسان إلى عباد الله فهو بذل المعروف إليهم بالمال والبدن والجوارح وبعضهم قال هو بذل الندى وكف الأذى وطلاقة الوجه بذل الندي يعني العطاء كف الأذى ألا تؤذي أحدا لا بقولك ولا بفعلك طلاقة الوجه ألا تقابل الناس بوجه عابس مكفهر لأن الإنسان مهما كان إذا لقي الناس بوجه عابس مكفهر فليس محسنا إليهم بل إن الله سبحانه وتعالى عاتب النبي صلى الله عليه وسلم وهو أفضل الخلق حين حصل له ما حصل مع عبد الله بن أم مكتوم مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم حصل له ما حصل اجتهادا منه فقال الله تعالى في ذلك عبد الله ما ذا قال
الطالب: (( عبس وتولى ))
الشيخ : (( عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى أما من استغنى فأنت له تصدى وما عليك ألا يزكى وأما من جاءك يسعى وهو يخشى فأنت عنه تلهى )) كلمات عظيمة لكنها مع ذلك خففها الله عز وجل بأن بدأها بضمير الغيبة فقال عبس كأنما يتحدث عن شخص آخر لا عن الرسول ولم يقل عبست وتوليت لأنه كما مر علينا كثيرا بأن المخاطبة بصيغة الخطاب أعظم وأشد من التحدث بضمير الغيبة
المهم أن الإحسان إلى العباد يكون ببذل الندى وكف الأذى وطلاقة الوجه وإن شئت فقل بأن الإحسان إلى العباد بذل المعروف فيهم بالمال والبدن والجاه أما بالمال فظاهر بالبدن أن تخدمهم ومع هذا فإذا خدمت الإنسان وأعنته فأنت مأجور كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم في ( وتعين الرجل على دابته فتحمله عليها أو تعينه عليها أو ترفع له متاعه عليها صدقة ) ومن البذل البدني طلاقة الوجه لا شك أنها من البذل المعروف بالبدني لأنها تتعلق بالبدن الثالث قلنا الجاه بأن تنفع الناس بالتوسط والشفاعة فيما فيه الخير لهم ولك نعم .
(( فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم ))
(( سلام على نوح في العالمين )) المراد بالعالمين هنا من بعد نوح لا من قبله فيما يظهر وعلى هذا فيكون عاما يراد به الخاص قال تعالى (( إنا كذلك نجزي المحسنين )) إنا.. ولكن المراد بها التعظيم فإن الله واحد سبحانه وتعالى ولكنه إذا ذكر اسمه بما يدل على الجمع فالمراد به ايش ؟ التعظيم كذلك أي مثل هذا الجزاء نجزي المحسنين يعني كل من أحسن فإن الله سبحانه وتعالى يجزيه كما جزى نوح عليه الصلاة والسلام وقد جزى الله نوحا بأمرين بما ترك عليه في الآخرين وبما سلمه في العالمين فكذلك من كان مؤمنا بالله عز وجل محسنا في عبادته وإلى عباده فإن الله تعالى يجزيه كما جزى نوحا ولذلك تجدون أئمة المسلمين تجدون أن الله تعالى وضع في قلوب الناس وألسنتهم الثناء عليهم على الرغم من أن من الناس من يقدح فيهم لأن كل واحد من أهل الخير يقدح فيه واجد من أهل الشر (( وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين )) وكذلك كل من تمسك بهدي نبي فإن له عدوا من المجرمين بلا شك لكن يقيض الله سبحانه وتعالى لهذا المؤمن من يبدل هذا القدح بالثناء ومن يدافع هذا القدح ولهذا قال (( إنا كذلك نجزي المحسنين )) الذين أحسنوا
والإحسان ينقسم إلى قسمين : إحسان في عبادة الله وإحسان إلى عباد الله فالإحسان في عبادة الله لا نفسره بأحسن من تفسير النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال ( الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك )) ماذا فهمتم من هذا الحديث ؟ ( أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) ماذا تفهم ؟ نفهم أن العبادة في القسم الأول عبادة طلب والعبادة في القسم الثاني عبادة هرب معلوم هداية الله ما هو معلوم طيب العبادة في القسم الأول عبادة طلب كأنك تراه ومعلوم أن الله سبحانه وتعالى تشتاق إليه النفوس فإذا كان كأنه يراه فإنه يلح في العبادة ليصل إلى محبوبه إلى الله عز وجل فإن لم تكن تراه يعني إن لم تصل إلى هذه الدرجة وهي عبادة الرغبة والطلب فإنه يراك فاعبده عبادة هرب وخوف منه وهذا ليس كالأول لأن هذا يعبد الله خوفا منه والأول يعبده طمعا فالمرتبة الأولى أكمل من المرتبة الثانية ولهذا جعلها النبي صلى الله عليه وسلم في الدرجة الثانية قال ( إن لم تكن تراه وتعبده كأنك تراه فإنه يراك ) فإياك أن تخالفه أو تقع في معصيته هذا الإحسان في عبادة الله أما الإحسان إلى عباد الله فهو بذل المعروف إليهم بالمال والبدن والجوارح وبعضهم قال هو بذل الندى وكف الأذى وطلاقة الوجه بذل الندي يعني العطاء كف الأذى ألا تؤذي أحدا لا بقولك ولا بفعلك طلاقة الوجه ألا تقابل الناس بوجه عابس مكفهر لأن الإنسان مهما كان إذا لقي الناس بوجه عابس مكفهر فليس محسنا إليهم بل إن الله سبحانه وتعالى عاتب النبي صلى الله عليه وسلم وهو أفضل الخلق حين حصل له ما حصل مع عبد الله بن أم مكتوم مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم حصل له ما حصل اجتهادا منه فقال الله تعالى في ذلك عبد الله ما ذا قال
الطالب: (( عبس وتولى ))
الشيخ : (( عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى أما من استغنى فأنت له تصدى وما عليك ألا يزكى وأما من جاءك يسعى وهو يخشى فأنت عنه تلهى )) كلمات عظيمة لكنها مع ذلك خففها الله عز وجل بأن بدأها بضمير الغيبة فقال عبس كأنما يتحدث عن شخص آخر لا عن الرسول ولم يقل عبست وتوليت لأنه كما مر علينا كثيرا بأن المخاطبة بصيغة الخطاب أعظم وأشد من التحدث بضمير الغيبة
المهم أن الإحسان إلى العباد يكون ببذل الندى وكف الأذى وطلاقة الوجه وإن شئت فقل بأن الإحسان إلى العباد بذل المعروف فيهم بالمال والبدن والجاه أما بالمال فظاهر بالبدن أن تخدمهم ومع هذا فإذا خدمت الإنسان وأعنته فأنت مأجور كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم في ( وتعين الرجل على دابته فتحمله عليها أو تعينه عليها أو ترفع له متاعه عليها صدقة ) ومن البذل البدني طلاقة الوجه لا شك أنها من البذل المعروف بالبدني لأنها تتعلق بالبدن الثالث قلنا الجاه بأن تنفع الناس بالتوسط والشفاعة فيما فيه الخير لهم ولك نعم .
(( فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم ))