فوائد قول الله تعالى : (( إذ قال لأبيه وقومه ماذا تعبدون * أئفكا آلهة دون الله تريدون * فما ظنكم برب العالمين )) . حفظ
ومن فوائد قوله (( إذا قال لأبيه وقومه ماذا تعبدون )) بيان قوة إبراهيم عليه السلام وأنه لم تأخذه في الله لومة لائم لأن رجل يخاطب أباه وقومه بهذه العبارة قوي في ذات الله عز وجل إذ أن العادة أن الإنسان يحابي أباه وقومه لكن إبراهيم عليه الصلاة والسلام لم يحابهم بل أنكر عليهم وقال (( ماذا تعبدون ))
ومن فوائد الآية الكريمة أن القرب النسبي من أهل الخير لا يفيد الإنسان شيئا فإبراهيم بالنسبة لأبيه أقرب شيء لأنه بضعة منه ومع ذلك لم ينتفع به أبوه بل كان مشركا بل كان يحاج ولده على ذلك ويؤيد هذا قوله تعالى
(( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ))[لقمان:14] (( وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا ))[لقمان:15]فهذا يدل على تباين ما بين الابن والأبوين حتى أنهما ليجاهدانه على الإشراك بالله ومع ذلك قال الله تعالى لا تطعهما
ومن فوائد الآية الكريمة صحة نسبة القوم إلى الرسول وإن كذبوه لقوله (( إذا قال لأبيه وقومه )) والانتساب بالنسب لا يعني التبرؤ من الدين فيصح أن ينتسب الإنسان إلى أبيه الكافر ولا يقال إن هذا من باب الموالاة بل هذا من باب الحقيقة والنسب لا يزول باختلاف الدين أبدا وانظر إلى قوله تعالى للنبي عليه الصلاة والسلام
(( وكذب به قومك وهو الحق )) فأضافهم إليه مع نسبة التكذيب إليهم وهذا يدل على الإنسان قد يكون من قوم كافرين وينسب إليهم وأن ذلك لا يخدش في دينه
ومن فوائد الآية الكريمة سفه هؤلاء القوم حيث كانوا يعبدون مع الله غيره ولهذا أنكر عليهم من كان من أعقل الخلق ابراهيم فقال ماذا تعبدون وقد أرشد الله إلى هذا في قوله (( ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه )) وملة إبراهيم هي الحنيفية المبنية على الإخلاص فكل من خالف ذلك فقد سفه نفسه أي أوقعها في السفه الذي هو ضد الرشد والعقل
ومن فوائد الآية الكريمة في قوله (( أئفكا آلهة دون الله تريدون )) أن كل من زعم أن مع الله إلها يعبده فهو آفك كاذب لقول (( أئفكا آلهة دون الله تريدون ))
ومن فوائدها أن دعوى كون هذه آلهة لا يأتيها سمة الإلوهية لأن الكذب لا يقلب الحقائق عن أصلها فلو قلت مثلا قدم زيد وهو لم يقدم لم يكن قادما فهذه الآلهة وإن جعلوها آلهة لن تكون آلهة كما قال الله تعالى في آية أخرى(( إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان ))
ومن فوائد الآية الكريمة أن عابدي الآلهة من دون الله يقصدونها قصدا حقيقيا بقلوبهم كما يتجهون إليها بجوارحهم ولهذا قال (( دون الله تريدون )) فليسوا يعبدونها مجرد عادة ولكنهم يعبدونها قصدا وعبادة حتى إنهم نسوا الله عز وجل
فوائد الآيات الكريمة قوله (( فما ظنكم برب العالمين )) الإنكار الشديد من إبراهيم عليه الصلاة والسلام على قومه حيث سألهم موبخا لهم ما الذي تظنونه برب العالمين إذا عبدتم غيره هل تظنونه ناقصا لا يستحق أن يعبد وحده هل تظنونه غافلا عن عملكم فيدعكم بدون عقوبة هل تظنونه يرضى بأن يعبد معه غيره كل هذا لم يكن فظنكم ظن خاطئ
ومن فوائد الآية الكريمة عموم ربوبية الله سبحانه وتعالى لقوله (( برب العالمين ))
ومن فوائدها إقامة الحجة على الخصم بما لا ينكره لقوله (( رب العالمين )) لأن العالم تشمل حتى آلهتهم التي يعبدونها فإذا كانت آلهتهم مربوبة فكيف يمكن أن تكون معبودة هذا تناقض وقد مر علينا في أثناء الدرس أن من أقر بالربوبية بانفراد الله بالربوبية لزمه أن يقر بانفراده بالإلوهية وإلا صار متناقضا إذ لا يستحق العبادة إلا الرب الخالق المالك المدبر ومن لم يكن كذلك فإنه لا يستحق أن يعبد
ومن فوائد الآية الكريمة أن الخلق علم على خالقهم وآية ودليل وهو أي الخلق باعتبار كونه آية على وجود الله وقدرته وكمال سلطانه وتدبيره أمر معلوم لكن قد يكون آية على معنى خاص فمثلا نزول المطر آية على الرحمة والنكبات والخوف والنقص في الأموال والأنفس آية على عقوبته وغيرته وانتقامه ممن عصاه فالمهم أن هناك معنى عام تشترك فيه جميع الآيات وهو كونها دالة على وجود الخالق وكمال ربوبيته وسلطانه وأنه لا يعرف بشيء من هذه المخلوقات وهناك معنى خاص للآية وما تدل عليه بعينها كدلالة الغيث على الرحمة ودلالة الجدب على الانتقام ممن عصاه طيب
ومن فوائد الآية الكريمة أن القرب النسبي من أهل الخير لا يفيد الإنسان شيئا فإبراهيم بالنسبة لأبيه أقرب شيء لأنه بضعة منه ومع ذلك لم ينتفع به أبوه بل كان مشركا بل كان يحاج ولده على ذلك ويؤيد هذا قوله تعالى
(( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ))[لقمان:14] (( وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا ))[لقمان:15]فهذا يدل على تباين ما بين الابن والأبوين حتى أنهما ليجاهدانه على الإشراك بالله ومع ذلك قال الله تعالى لا تطعهما
ومن فوائد الآية الكريمة صحة نسبة القوم إلى الرسول وإن كذبوه لقوله (( إذا قال لأبيه وقومه )) والانتساب بالنسب لا يعني التبرؤ من الدين فيصح أن ينتسب الإنسان إلى أبيه الكافر ولا يقال إن هذا من باب الموالاة بل هذا من باب الحقيقة والنسب لا يزول باختلاف الدين أبدا وانظر إلى قوله تعالى للنبي عليه الصلاة والسلام
(( وكذب به قومك وهو الحق )) فأضافهم إليه مع نسبة التكذيب إليهم وهذا يدل على الإنسان قد يكون من قوم كافرين وينسب إليهم وأن ذلك لا يخدش في دينه
ومن فوائد الآية الكريمة سفه هؤلاء القوم حيث كانوا يعبدون مع الله غيره ولهذا أنكر عليهم من كان من أعقل الخلق ابراهيم فقال ماذا تعبدون وقد أرشد الله إلى هذا في قوله (( ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه )) وملة إبراهيم هي الحنيفية المبنية على الإخلاص فكل من خالف ذلك فقد سفه نفسه أي أوقعها في السفه الذي هو ضد الرشد والعقل
ومن فوائد الآية الكريمة في قوله (( أئفكا آلهة دون الله تريدون )) أن كل من زعم أن مع الله إلها يعبده فهو آفك كاذب لقول (( أئفكا آلهة دون الله تريدون ))
ومن فوائدها أن دعوى كون هذه آلهة لا يأتيها سمة الإلوهية لأن الكذب لا يقلب الحقائق عن أصلها فلو قلت مثلا قدم زيد وهو لم يقدم لم يكن قادما فهذه الآلهة وإن جعلوها آلهة لن تكون آلهة كما قال الله تعالى في آية أخرى(( إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان ))
ومن فوائد الآية الكريمة أن عابدي الآلهة من دون الله يقصدونها قصدا حقيقيا بقلوبهم كما يتجهون إليها بجوارحهم ولهذا قال (( دون الله تريدون )) فليسوا يعبدونها مجرد عادة ولكنهم يعبدونها قصدا وعبادة حتى إنهم نسوا الله عز وجل
فوائد الآيات الكريمة قوله (( فما ظنكم برب العالمين )) الإنكار الشديد من إبراهيم عليه الصلاة والسلام على قومه حيث سألهم موبخا لهم ما الذي تظنونه برب العالمين إذا عبدتم غيره هل تظنونه ناقصا لا يستحق أن يعبد وحده هل تظنونه غافلا عن عملكم فيدعكم بدون عقوبة هل تظنونه يرضى بأن يعبد معه غيره كل هذا لم يكن فظنكم ظن خاطئ
ومن فوائد الآية الكريمة عموم ربوبية الله سبحانه وتعالى لقوله (( برب العالمين ))
ومن فوائدها إقامة الحجة على الخصم بما لا ينكره لقوله (( رب العالمين )) لأن العالم تشمل حتى آلهتهم التي يعبدونها فإذا كانت آلهتهم مربوبة فكيف يمكن أن تكون معبودة هذا تناقض وقد مر علينا في أثناء الدرس أن من أقر بالربوبية بانفراد الله بالربوبية لزمه أن يقر بانفراده بالإلوهية وإلا صار متناقضا إذ لا يستحق العبادة إلا الرب الخالق المالك المدبر ومن لم يكن كذلك فإنه لا يستحق أن يعبد
ومن فوائد الآية الكريمة أن الخلق علم على خالقهم وآية ودليل وهو أي الخلق باعتبار كونه آية على وجود الله وقدرته وكمال سلطانه وتدبيره أمر معلوم لكن قد يكون آية على معنى خاص فمثلا نزول المطر آية على الرحمة والنكبات والخوف والنقص في الأموال والأنفس آية على عقوبته وغيرته وانتقامه ممن عصاه فالمهم أن هناك معنى عام تشترك فيه جميع الآيات وهو كونها دالة على وجود الخالق وكمال ربوبيته وسلطانه وأنه لا يعرف بشيء من هذه المخلوقات وهناك معنى خاص للآية وما تدل عليه بعينها كدلالة الغيث على الرحمة ودلالة الجدب على الانتقام ممن عصاه طيب