فوائد قول الله تعالى : (( فنظر نظرة في النجوم * فقال إني سقيم * فتولوا عنه مدبرين )) . حفظ
ومن فوائد الآيات في قوله تعالى (( فنظر نظرة في النجوم )) جواز التورية وهي أن يظهر للمخاطب مالا يريده ويفهم منه المخاطب معنى غير ايش ؟ المراد والتورية قد تكون واجبة وقد تكون مستحبة وقد تكون جائزة وقد تكون مكروهة وقد تكون محرمة فتجري فيها الأحكام الخمسة فإذا توقف على التورية إنقاذ معصوم من هلكة مثلا صارت واجبة مثل أن يأتي شخص ظالم يسأل عن إنسان يريد أن يقتله وأنت تعرف مكان هذا الإنسان فهنا يجب عليك أن توري لأن في ذلك إنقاذا للمعصوم من الهلكة وقد تكون مستحبة كما لو سألك سائل عن عمل صالح عملته تخشى أن تقع في الرياء إن أخبرت به فماذا تكون ؟ تكون هنا التورية مستحبة وقد تكون مباحة كما لو وريت على شخص يريد أن يظلمك أو يريد منك شيئا لا تريد أن تعطيه مثل أن يقول أقرضني مائة ألف ريال وأنت تعرف أن هذا الرجل فقير معدم أو مماطل لا يفي بالواجب فهنا تكون التورية مباحة وقد تكون مكروهة كما إذا كانت لغير سبب فالصحيح أنها مكروهة لما يخشى فيه من نسبة الإنسان إلى الكذب لأن الإنسان إذا ورى ثم ظهر الأمر على خلاف ما فهمه السامع نسبه إلى الكذب هذه مكروهة لا يبيحها إلا السبب وقد تكون محرمة كما لو تخاصم رجلان إلى القاضي فادعى أحدهما على الآخر بدعوى فالمدعي عليه البينة والمنكر عليه اليمين هذا المدعى عليه حلف عند القاضي قال والله ما له عندي شيء فالقاضي في مثل هذا التعبير يفهم براءة هذا المدعى عليه والمدعى عليه أراد بما أن تكون اسما موصولا يعني والله الذي له عندي شيء هذه التورية نقول أنها حرام لأنها تتضمن جحد الحق الواجب عليه أداؤه فالمهم أن التورية تجري فيها الأحكام الخمس
فإذا قال قائل ما هو الأصل فيها الإباحة أو الكراهة ؟ فالأقرب أن الأصل فيها الكراهة ولكن قد تكون مباحة مستحبة واجبة حراما نعم
ومن فوائد الآية الكريمة جواز إسناد الوصف إلى الإنسان باعتبار المستقبل يؤخذ من قوله (( إني سقيم )) فإنه الآن ليس بسقيم لكن كل إنسان عرضة إلى أن يسقم على أنه يمكن أن يريد بقوله إني سقيم أي ضعيف باعتبار قوله تعالى (( وخلق الإنسان ضعيفا )) فيكون الوصف هنا حاليا وإلا مستقبليا ؟ حاليا
طيب من فوائد الآية الكريمة في قوله (( فتولوا عنه مدبرين )) أن هؤلاء القوم لما قال لهم هذا القول وبعد أن نظر نظرة في النجوم اقتنع فيتفرع على ذلك أن الإنسان المبطل قد يقتنع بالشيء ولو كان غافلا في حقيقته وهو كذلك فالإنسان المبطل إذا وري له بباطله ظن أنه حق فأخذ به واعتبره