التعليق على تفسير الجلالين : (( قالوا )) بينهم (( ابنوا له بنيانا )) فاملأوه حطبا وأضرموه بالنار فإذا التهب (( فألقوه فى الجحيم )) النار الشديدة . حفظ
يقول المؤلف :" ابنوا له بنيانا فاملأوه حطبا وأضرموه بالنار فإذا التهب فألقوه في الجحيم في النار الشديدة " قوله (( ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم )) هذه الآية فيها إيجاز حذف قدره المفسر التقدير املأوه حطبا وأضرموه في النار فألقوه في الجحيم وفي الإتيان بالفاء عقب قوله (( ابنوا له بنيانا )) وحذف ما توسط بينهما إشارة إلى أنهم أرادوا الإسراع العظيم في هذا الأمر كأنهم قالوا ابنوا بنيان وألقوه مباشرة وطبعا ليس فيه إيقاد البنيان فقط ليتمتع فيه لكن بعد إيقاد النار فيه إنما أرادوا بهذا الاسراع والمبادرة كأنهم طووا ذكر ما بين البناء والإلقاء لعدم وجوده من سرعة المبادرة ويدل لذلك أيضا قوله (( فألقوه )) الفاء هذا تدل على الترتيب والتعقيب قال " (( فألقوه في الجحيم )) أي في النار الشديدة "ففعلوا محمد ؟ طيب فعلوا ذلك وألقوه في النار ولكن خالق النار قال للنار (( كوني بردا وسلاما على إبراهيم )) فكانت بردا وسلاما عليهم لم تكن بردا شديدة البرودة حتى يهلك ولم تكن حارة بل كانت على عكس ما يريد به الأعداء أرادوا بالنار أن تكون حارة مهلكة والله عز وجل أراد أن تكون باردة مسلمة (( كوني بردا وسلاما على إبراهيم )) فكانت بردا وسلاما عليه وهنا نقف لنبين أن بعض المفسرين رحمهم الله قالوا في تلك اللحظة صارت جميع النيران في جميع أقطار الدنيا باردة ولكن هذا قول ضعيف جدا مخالف للقرآن لأن الله تعالى قال في القرآن (( يا نار )) وهذا النداء يكون موجها للمقصود بالنداء ولهذا يسميها أهل النحو نكرة مقصودة فالمراد تلك النار التي ... فقط فصارت النار التي قصدت بردا وسلاما وأما الزعم بأن جميع النيران في جميع أقطار الدنيا صارت بردا فهذا لا شك أنه مخالف لظاهر القرآن وليس له أي فائدة طيب