التعليق على تفسير الجلالين : (( فأرادوا به كيدا )) بإلقائه في النار لتهلكه (( فجعلناهم الأسفلين )) المقهورين فخرج من النار سالما . حفظ
قال الله تعالى " (( فأرادوا به كيدا )) بإلقائه في النار لتهلكه (( فجعلناهم الأسفلين )) المقهورين فخرج من النار سالما " أرادوا به كيدا الكيد في الأصل التوصل إلى الإيقاع بالخصم من حيث لا يدري وهو والمكر والخداع بمعنى واحد أو بمعنى متقارب لكنها كلها تدور على أن الإنسان يوقع بالخصم من حيث لا يشعر هذا في الأصل قال الله تعالى (( إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا )) ولكنهم هم أرادوا بذلك إهلاكا لإبراهيم ويحتمل أنهم لما بنوا هذا البناء والنار في وسطه يحتمل أن الإنسان إذا رآه يظن أن ذلك قصر فيقدم على أن يستسلم للإلقاء لأنه لو علم أن ما في جوفه نار لكان يهرب ويدافع ويكون هذا معنى الكيد أي أنهم لم يشقوا الأرض كما فعل أصحاب الأخدود ويضعوا فيها الحطب في الأخدود ولكن بنوا بنيانا من رآه من الخارج ظن أنه منزل سكن ولكنه في الواقع حسب صنعهم نار تتأجج أقول يمكن أن يقال إن هذا المراد بقوله كيدا لأن الكيد كما أسلفنا هو التوصل إلى الإيقاع بالخصم من حيث لا يشعر ولكن الله تعالى جعلهم الأسفلين وذلك بعدم نيل مرادهم وخروج إبراهيم سالما فكان العلو له عليهم من وجهين:
الوجه الأول أنه سلم مما أرادوا من إهلاكهم
الوجه الثاني أن الله عز وجل أكرمه بأمر لم يكن معهودا عند البشر ما هو ؟ سلامته من النار التي ظنوا أنها ستحرقه فصاروا أسفلين من هذين الوجهين الوجه الأول يا اخ ما هو ؟
الطالب: سلامته من النار
الشيخ : سلامته من النار التي أرادوا أن تهلكه الثاني
الطالب: ان الله اكرمه بأمر لم يكن معهودا
الشيخ : صح أن الله اكرمه بأمر لم يكن معهودا وهذا بلا شك يوجب أن يكون عاليا عليهم بل عاليا علوا بالغا لأنه قال (( الأسفلين )) والسفلين هذه اسم تفضيل أي البالغ في الأسفل أو في السفل غايته فجعلناهم الأسفلين وهنا نسأل عن الإعراب يا خالد
الطالب:...
الشيخ : اي
الطالب:...
الشيخ : والهاء ؟
الطالب: مفعول اول
الشيخ : مفعول اول وجعلنا من أفعال القلوب ؟
الطالب:...
الشيخ : هل هي من افعال القلوب وإلا من أفعال التصيير ؟
الطالب:...
الشيخ : هل جعل... من افعال القلوب
الطالب:...
الشيخ : مثاله جعل من افعال القلوب يا هداية الله
الطالب: اذا كانت بمعنى ...
الشيخ : نعم لكن نريد مثالا من لها ؟
الطالب:...
الشيخ : لا جعل ليس من أفعال القلوب من أفعال الجوارح (( وجعلوا الملائكة الذي هم عباد الرحمن إناثا )) جعلوا بمعنى صيروا لا ولكن اعتقدوهم إناثا المهم أن قوله (( فجعلناهم الأسفلين )) من أفعال التصيير وليست من أفعال القلوب وكلاهما يعني جعل التي من أفعال القلوب والتي من أفعال التصيير كلاهما ينصب المفعولين