تفسير قول الله تعالى : (( فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين )) . حفظ
(( فبشرناه بغلام حليم فلما بلغ معه السعي )) فلما بلغ الضمير يعود على الغلام والضمير في معه يعود على إبراهيم والسعي إما أن يراد به الكسب وإما أن يراد به المشي وكلاهما صحيح ولكن الأقرب عندي أن المراد به المشي فإن السعي يطلق على المشي كثيرا كما في قوله تعالى (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ))[الجمعة:9]وكذلك قال الله تعالى ((وإذا تولى سعى في الأرض )) فالمراد بالسعي يعني المشي ولكن كلمة مع تفيد المصاحبة لأنه صار تابعا لأبيه يسير معه لأنه ليس صغيرا قد مكث في مكانه وليس كبيرا انفرد بنفسه فالصغير الذي في المهد لا يبلغ السعي مع أبيه والكبير الذي انفرد يجمع السعي لا مع أبيه لأنه منفرد أما هذا فقد بلغ مع أبيه السعي وكان ملازما له وهذا أشد ما يكون الأب تعلقا بابنه إذا كان في مثل هذا السن لأن الصغير الذي في المهد لا تتعلق به النفس والكبير الذي انفرد كذلك لا تتعلق به النفس إنما تتعلق بمن كان في مثل هذا السن وهذه من حكمة الله عز وجل أن ابتلي إبراهيم صلوات الله عليه بهذا البلاء المبين