التعليق على تفسير الجلالين : (( فلما بلغ معه السعي )) أي أن يسعى معه ويعينه . قيل : بلغ سبع سنين ، وقيل : ثلاث عشرة سنة (( قال يابني إنى أرى )) أي رأيت (( فى المنام أني أذبحك )) ورؤيا الأنبياء حق وأفعالهم بأمر الله تعالى (( فانظر ماذا ترى )) من الرأي : شاوره ليأنس بالذبح وينقاد للأمر به (( قال ياأبت )) التاء عوض عن ياء الإضافة (( افعل ما تؤمر )) به (( ستجدني إن شآء الله من الصابرين )) على ذلك . حفظ
قال لما بلغ معه السعي أي أن يسعى معه ويعينه قيل بلغ سبع سنين وقيل ثلاثة عشرة سنة ويحتمل أن يكون ما بينهما مابين السابعة الى الثالثة عشره لأنه إذا زاد على ذلك فقد يستقل بنفسه وما دون السبع أيضا يحتاج إلى من يعوله ولا تتعلق به النفس كثيرا لاسيما نفس الأب أما الأم فقد يكون تعلق نفسها بالصغير أكثر من تعلق نفسها بالكبير ولكن الأب تتعلق نفسه بمثل هذا السن لما بلغ معه السعي امتحن الله سبحانه وتعالى إبراهيم بمحنة عظيمة لا يصبر عليها إلا من كان في مثل حاله واعلم أن هذا الولد هو بكر إبراهيم يعني أنه أول مولود يولد له وولد له كما قيل على كبر السن يعني أنه كان كبيرا ولد له هذا المولود البكر الذي ليس له ولد سواه فامتحنه الله فأراه الله سبحانه في المنام أنه يذبح هذا الولد وهذا خبر بمعنى الأمر لأن الذبح هنا مجرد فعل رأى في المنام أنه يذبح ولده فهو كما لو أخبر بأنه يذبح ولده أري والإراءة إخبار بالقول وإلا بالفعل ؟ الإراءة إخبار بالفعل نعم ولهذا قيل الخبر ما ترى لا ما تسمع المهم أن الله أراه أنه يذبحه وهذا خبر بمعنى الأمر كما سيأتي ان شاء الله في قوله (( افعل ما تؤمر )) أراه الله ذلك فلم ينزعج إبراهيم ولم يتأثر واطمأن إلى هذا ثم عرض الأمر على هذا الابن لا للاستشارة ولكن للاختبار وإلا فلا يمكن أن يستشير إبراهيم ابنه فيما أمره الله به اليس كذلك ؟ وإنما عرض عليه الأمر ليختبره بهذا وينظر مدى قوة تحمله لهذا الأمر العظيم قال يا بني يعني لما بلغ معه السعي... (( قال يا بني إني أرى )) أي رأيت (( في المنام أني أذبحك )) شوف هذا التلطف يا بني ليبعد عن ابنه أنه ذكر ذلك عن جفاء لأن الإنسان إذا كان يبغض ابنه فإنه لا يهمه ايش ؟ أن يعذبه أو يذبحه ولا يتأثر بذلك لكنه قال يا بني من باب التلطف به وبيان أن الحنان قد بلغ في قلبه كل مبلغ وقرره فقال يا يا بني ولم يقل يا ابني زيادة في التلطف (( قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك )) قال المفسر" أي رأيت ولكنه عبر بالمضارع ليدل على استمرار حكم هذه الرؤية " نعم إني أرى في المنام أني أذبحك أرى هذا ماض وإلا مضارع ؟
الطالب: مضارع
الشيخ : عبر بالمضارع عن الماضي ليبين أنه مستمر على تنفيذ حكم هذه الرؤيا قال إني أرى أني أذبحك أو نزل الماضي منزلة الحال كأنه الآن يرى أنه يذبحه وعلى كل حال فإن أرى هنا أبلغ من رأيت لأن رأيت شيئا مضى أما هذا فهو شيء حاضر يدل على الاستمرار وأنه سينفذ حكم ما رأى في المنام
" أني أذبحك ورؤيا الأنبياء حق وأفعالهم بأمر الله " هذان كلمتان يعبران عن سؤال مقدر أولا قوله (( إني أرى في المنام أني أذبحك )) قد يقول قائل رؤيا المنام أضغاث أحلام فأجاب عن ذلك بقوله " رؤيا الأنبياء حق " أنا لو رأيت في المنام أني أعتقت عبيدي أو أوقفت دوري هل يكون ذلك ماثلا ؟ لا ولا أؤمر بذلك من أجل هذه الرؤيا لكن رؤيا الأنبياء حق يعني أنها وحي والجواب الثاني قال" وأفعالهم بأمر الله " وهو أيضا جواب عن سؤال مقدر وإذا كانت هذه الرؤيا حقا فهل يثبت به حكم شرعي فأجاب المؤلف بما يقتضي نعم لماذا لأن أفعال الأنبياء بأمر الله لاسيما مثل هذا الفعل العظيم هذا الفعل العظيم هو من أكبر الكبائر لايش ؟ لأنه قتل نفس بغير حق وليست نفسا بعيدة قتل نفس قريبة فهو جامع بين قتل النفس وبين قطيعة الرحم لأن من قتل أجنبيا ليس كمن قتل قريبا لكن هذا الذنب العظيم إذا كان بأمر الرب الذي له ملكوت السماوات والأرض صار طاعة كما أن السجود لغير الله شرك ولما كان بأمر الله كان تركه كفرا (( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين )) المهم أن المؤلف أجاب عن هذه الرؤيا بأنها فعل من نبي وأفعال الأنبياء بأمر الله عز وجل تقع بأمر الله لأنهم معصومون
(( قال فانظر ماذا ترى )) من الرأي يعني فكر في أمرك وانظر ماذا ترى فكان جوابه جوابا عظيما عجيبا قال يا أبت افعل ما تأمر وهذا شبيه بما وقع من عائشة رضي الله عنها حين خيرها النبي صلى الله عليه وسلم بين أن تبقى معه وأن تفارقه للدنيا وقال لها ( استأمري أبويك ) يعني استشيريهم فقالت رضي الله عنها ( أفي هذا أستأمر أبوي إني أختار الله ورسوله والدار الآخرة ) .
الطالب: مضارع
الشيخ : عبر بالمضارع عن الماضي ليبين أنه مستمر على تنفيذ حكم هذه الرؤيا قال إني أرى أني أذبحك أو نزل الماضي منزلة الحال كأنه الآن يرى أنه يذبحه وعلى كل حال فإن أرى هنا أبلغ من رأيت لأن رأيت شيئا مضى أما هذا فهو شيء حاضر يدل على الاستمرار وأنه سينفذ حكم ما رأى في المنام
" أني أذبحك ورؤيا الأنبياء حق وأفعالهم بأمر الله " هذان كلمتان يعبران عن سؤال مقدر أولا قوله (( إني أرى في المنام أني أذبحك )) قد يقول قائل رؤيا المنام أضغاث أحلام فأجاب عن ذلك بقوله " رؤيا الأنبياء حق " أنا لو رأيت في المنام أني أعتقت عبيدي أو أوقفت دوري هل يكون ذلك ماثلا ؟ لا ولا أؤمر بذلك من أجل هذه الرؤيا لكن رؤيا الأنبياء حق يعني أنها وحي والجواب الثاني قال" وأفعالهم بأمر الله " وهو أيضا جواب عن سؤال مقدر وإذا كانت هذه الرؤيا حقا فهل يثبت به حكم شرعي فأجاب المؤلف بما يقتضي نعم لماذا لأن أفعال الأنبياء بأمر الله لاسيما مثل هذا الفعل العظيم هذا الفعل العظيم هو من أكبر الكبائر لايش ؟ لأنه قتل نفس بغير حق وليست نفسا بعيدة قتل نفس قريبة فهو جامع بين قتل النفس وبين قطيعة الرحم لأن من قتل أجنبيا ليس كمن قتل قريبا لكن هذا الذنب العظيم إذا كان بأمر الرب الذي له ملكوت السماوات والأرض صار طاعة كما أن السجود لغير الله شرك ولما كان بأمر الله كان تركه كفرا (( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين )) المهم أن المؤلف أجاب عن هذه الرؤيا بأنها فعل من نبي وأفعال الأنبياء بأمر الله عز وجل تقع بأمر الله لأنهم معصومون
(( قال فانظر ماذا ترى )) من الرأي يعني فكر في أمرك وانظر ماذا ترى فكان جوابه جوابا عظيما عجيبا قال يا أبت افعل ما تأمر وهذا شبيه بما وقع من عائشة رضي الله عنها حين خيرها النبي صلى الله عليه وسلم بين أن تبقى معه وأن تفارقه للدنيا وقال لها ( استأمري أبويك ) يعني استشيريهم فقالت رضي الله عنها ( أفي هذا أستأمر أبوي إني أختار الله ورسوله والدار الآخرة ) .