فوائد قول الله تعالى : (( قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم * فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين )) . حفظ
من فوائد الآيات الكريمة في قوله تعالى (( قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم )) شدة كيد هؤلاء المكذبين لإبراهيم عليه الصلاة والسلام حيث أروا الناس أنهم بنو له بنيانا دون أن يروه أنهم يريدون أن يحرقوه لقوله
(( فأرادوا به كيدا ))
ومن فوائدها أن النار التي أضرموها في هذا البنيان كانت عظيمة لقولهم (( في الجحيم )) وهي النار العظيمة ومن فوائدها عتوهم لأنهم قالوا ألقوه والإلقاء يدل على العنف وعدم الرحمة وهو كذلك هم لو كانوا يريدون رحمته ما هموا بإحراقه
ومن فوائدها أيضا أن نيتهم هذه نية عدوان لأنهم قالوا (( ابنوا له )) واللام ذكرنا أنها للتعليل يعني ما بنوا هذا البنيان إلا بهذه النية السيئة
ومن فوائد هذه الآيات في قوله (( فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين )) بيان ما يكنه أعداء الإسلام للمسلمين وللإسلام من إرادة الكيد بالإسلام وأهله وهذا كما أنه في الأمم السابقة فيكون في الأمم اللاحقة لقول الله تعالى (( وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين ))
ومن فوائدها الرد على الجبرية لقوله (( فأرادوا به كيدا )) والجبرية ينفون أن يكون للإنسان إرادة في فعله لأنهم يرون أن الإنسان مجبر على الفعل وأن فعله الواقع بإرادته كفعله الواقع بغير إرادته الكل عندهم سواء ومن فوائد الآية الكريمة أن هؤلاء الذين كادوا كاد الله بهم فجعلهم هم الأسفلين
ومن فوائدها أن من تعالى على الحق فإن الله تعالى يجازيه بنقيض قصده لأن هؤلاء أرادوا العلو والفساد في الأرض فعاملهم الله تعالى بنقيض قصدهم فجعلهم الأسفلين
ومن فوائد الآية الكريمة أن الحكم لله عز وجل وأن بني آدم مهما بلغوا من الطغيان فإنهم تحت حكم الله تعالى وسلطانه لقوله (( فجعلناهم الأسفلين ))
ومن فوائدها أن الجزاء من جنس العمل لأن هؤلاء لما طغوا واعتدوا وتعالوا عاقبهم الله تعالى بالسفل المناقض لما أرادوا فكانت العقوبة مناسبة للفعل