التعليق على تفسير الجلالين : (( وتركنا )) أبقينا (( عليه فى الأخرين )) ثناء حسنا (( سلام )) منا (( على إبراهيم * كذلك )) كما جزيناه (( نجزى المحسنين )) لأنفسهم (( إنه من عبادنا المؤمنين )). حفظ
قال (( وتركنا عليه في الآخرين )) تركنا قال المؤلف " أبقينا ثناء حسنا (( في الآخرين )) سلام منا على إبراهيم " أفادنا المؤلف رحمه الله أن الترك هنا بمعنى الإبقاء وأن مفعوله محذوف تقديره ثناء حسنا وهذا أحد القولين في المسألة والقول الثاني أن المفعول لتركنا هو قوله (( سلام على إبراهيم )) يعني أن الله ترك عليه في الآخرين السلام أي يسلم من الثناء القبيح ورجح هذا ابن القيم رحمه الله في كتابه جلاء الأفهام وقال إن مفعول تركنا هو الجملة في قوله (( سلام على إبراهيم )) هو الذي ترك ولهذا يثنى عليه إلى يوم القيامة ويقال اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد كما يقرأ في القرآن الكريم صفاته التي يثنى بها عليه وقوله (( سلام على إبراهيم )) السلام يعني السلامة من النقائص والعيوب التي تعتري البشر ومن الثناء القبيح الواقع عليه من غيره ولهذا إبراهيم عليه الصلاة والسلام كان الناس كلهم يفخرون بالانتساب إليه حتى اليهود قالوا نحن على ملة إبراهيم والنصارى قالوا نحن على ملة إبراهيم قال الله تعالى (( مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ))[آل عمران:67] (( وتركنا عليه في الآخرين سلام على إبراهيم كذلك نجزي المحسنين )) لأنفسهم (( إنه من عبادنا المؤمنين )) الجملة هذه استئنافية يقصد بها الثناء على إبراهيم بغاية ما يثنى به وهو الإيمان والعبودية في قوله إنه من عبادنا والعبودية هنا العبودية الخاصة بل خاصة الخاصة لأن العبودية تنقسم إلى قسمين عامة مثل ياحجاج
الطالب:...
الشيخ : لا
الطالب: إن الله بصير بالعباد
الشيخ : إن الله بصير بالعباد وخاصة مثل؟
الطالب: (( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا ))
الشيخ : نعم الخاصة أيضا فيها ما هو خاص بشيء من العموم وفيها كالآية التي ذكرها حجاج ما هو أخص وهي عبودية الرسالة كقوله تعالى (( تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ))[الفرقان:1]وكلما كان أخص فهو أكمل وهل الأخص ينافي الأعم ؟ لا لأن العبودية الخاصة أو الربوبية الخاصة في ضمن الربوبية العامة أو العبودية الخاصة فكل من كان عبدا لله بالمعنى الخاص فهو عبد لله بالمعنى العام ولا عكس يعني ليس كل من كان عبدا لله بالمعنى العام يكون عبدا لله بالمعنى الخاص