التعليق على تفسير الجلالين : (( ص )) الله أعلم بمراده به . حفظ
قال الله عز وجل: (( ص )) قال المؤلف : " الله أعلم بمراده به " وذلك لأن كلمة (( ص )) حرف هجائي لا يدل على معنى في اللغة العربية فذهب جماعة من العلماء إلى أن حال الحروف الهجائية التي ابتدئ بها بعض السور رموز إلى معاني وعينها كل إنسان بما يرى أنه مناسباً . وذهب آخرون إلى أنها أسماء من أسماء الله أو من أسماء الرسول . وذهب آخرون إلى ما ذهب إليه المؤلف بأنها مجهولة المعنى لا ندري ما معناها ولكن القول الراجح ما ذهب إليه إمام المفسرين في عهده مجاهد رحمه الله ، أن نقول : ليس لها معنى وذلك لأن الله تعالى يقول : (( نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ )) واللسان العربي لا يثبت معنى لهذه الحروف الهجائية ، وعلى هذا فتكون هذه الحروف الهجائية ليس لها معنى يعني إيش معنى (( ص ، ن ، ق ، ألم )) ؟ وما أشبهها . فهي ليس لها معنى في اللغة العربية إذاً ليس لها معنى في القرآن لأن القرآن باللغة العربية ولكن يشكل على هذا القول مع رجحانه : أنه يقتضي أن يكون في القرآن كلمات لغو ليس منها فائدة ، والجواب عن هذا أن نقول : هي ليست لغواً في سياقها فإنه جاءت لمغزىً عظيم وذلك المغزى أن هذا القرآن العظيم الذي أعجز فصحاء اللغة وأمراء البيان لم يكن بحروف غير مألوفة عندهم حتى يقولوا : والله لا نحرف هذه الحروف بل كان بالحروف التي يتكون منها كلامهم ، قال الذين ذهبوا هذا المذهب : ودليل ذلك أنك لا تكاد ترى سورة مبدوءة بحرف هجائي إلا وجدت بعد هذا الحرف ذكر القرآن (( الم * ذلك الكتاب )) (( الم * الله لا إله إلا هو الحي القيوم * نزل عليك الكتاب )) (( المص * كتاب أنزل إليك )) (( الر * تلك آيات الكتاب الحكيم )) فكل سورة مبدوءة بهذه الحروف الهجائية يأتي بعد الحرف الهجائي ذكر القرآن ، ما عدا قوله تعالى : (( الم * غلبت الروم في أدنى الأرض )) (( الم * أحسب الناس أن يتركوا )) ويمكن أن يجاب عن ذلك بأن يقال : أما قوله : (( الم * أحسب أن يتركوا أن يقولوا آمنا )) فلأنه ذكر صفة عظيمة من صفات من تمسك بالقرآن وهو الصبر على الأذى في ذات الله ، وأما الثانية : (( الم * غلبت الروم )) فقد ذكر شيئاً من خصائص الوحي وهو علم الغيب فإن كون الروم غلبت الآن وستغلب في بعض السنين من الأمر الذي لا يعلمه إلا الله عز وجل وهو من خصائص الوحي ، وسواء كان هذا الجواب سديداً مقبولاً أم لم يكن فإن النادر لا حكم له .
قال : (( ص )) إذاً نقول فيها : (( ص )) حرف هجائي ليس له معنى لكنه جيء به للإشارة إلى أن هذا القرآن الذي أعجز هؤلاء العرب كان من هذه الحروف التي يتركب منها كلامهم .
قال : (( ص )) إذاً نقول فيها : (( ص )) حرف هجائي ليس له معنى لكنه جيء به للإشارة إلى أن هذا القرآن الذي أعجز هؤلاء العرب كان من هذه الحروف التي يتركب منها كلامهم .