التعليق على تفسير الجلالين : (( وعجبوا أن جآءهم منذر منهم )) رسول من أنفسهم ينذرهم ويخوفهم النار بعد البعث وهو النبي صلى الله عليه وسلم (( وقال الكافرون )) فيه وضع الظاهر موضع المضمر (( هذا ساحر كذاب )). حفظ
قال المؤلف : " رسول من أنفسهم ينذرهم ويخوفهم النار بعد البعث " أي بعد أن يبعثوا وهو النبي صلى الله عليه وسلم. عجبوا عجب استنكار ورفض ورد مع أنهم كانوا يصفون الرسول صلى الله عليه وسلم في الأول بالصادق الأمين ولما جاءهم بالرسالة صار كاذباً خاطئاً والعياذ بالله ، طيب إذاً معاداتهم لهم ليس لشخصه ولكن إيش ؟ لما جاء به ، (( وقال الكافرون )) فيه وضع الظاهر موضع المضمر ، وكيف يكون الكلام لو أتي بالمضمر ؟ وعجبوا أن جاءهم منذر منهم وقالوا هذا ساحر كذاب ، لكن قال : (( وقال الكافرون )) والفائدة من الإظهار في موضع الإضمار:
أولاً : تنبيه المخاطب لأن الكلام إذا تغير نسقه أوجب للسامع أن إيش ؟ أن ينتبه، ينتبه بخلاف ما إذا كان على نسق واحد فقد يأتيه النوم لكن إذا اختلف انتبه .
ثانياً : التسجيل على هؤلاء بالكفر لأنه لو قال : وقالوا هذا ساحر كذاب لم نعرف حكمهم فإذا قال : وقال الكافرون عرفنا أنهم إيش ؟ أنهم كافرون .
الثالث : أن الحامل لهم على هذا هو الكفر فلا يبعد أن يأتي من غيرهم مثل ما أتى منهم لأنه إذا كانت العلة واحدة فمتى وجدت هذه العلة حصل المعلول من أي شخص كان . فهذه فوائد الإظهار في موضع الإضمار ، يقولها لنا عيسى .
الطالب : .....
الشيخ : أي نعم .
الطالب : .....
الشيخ : نعم ، الثالث .
الطالب : .....
الشيخ : كيف ؟
الطالب : .....
الشيخ : هذا أن يقال لفظاً ، نعم .
الطالب : .....
الشيخ : يعني تعليل هذا القول بأن الحامل عليه هو الكفر فيكون هذا متعدياً لغيره ، يعني كل كافر يقول هذا الكلام ، طيب.
(( وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ )) (( هذا ساحر كذاب )) يشيرون إلى من ؟ إلى المنذر منهم وهو الرسول صلى الله عليه وسلم ، (( ساحر كذاب )) جمعوا بين أمرين وصفين ذميمين ، (( ساحر )) لأنه يسبي عقول الناس ، (( كذاب )) لأن ما جاء به كذب غير مطابقاً للواقع فصار الرسول عليه الصلاة والسلام الذي هو أصدق الخلق صار عندهم كذاباً ولم يقولوا : كاذباً لأن كذاباً تكون صفة للمتصف بها كما تقول : نجار وحداد وما أشبه ذلك مما يكون صفة لازمة ، فهم قالوا : إنه ساحر لقوة تأثيره على سامعه فإن الرسول صلى الله عليه وسلم كان إذا سمع الناس قراءته تأثروا بها تأثراً عظيماً، وكانت النساء والصبيان يجتمعون إلى بيت الرسول صلى الله عليه وسلم يسمعون قراءته ، وكانوا يتأثرون بهذه القراءة ، فكان كفار قريش يقولون : إن محمداً سحر أبناءنا ونساءنا وأنه ساحر لقوة تأثيره فيهم ، (( كذاب )) يعني أن ما جاء به فهو كذب لا حقيقة له ، طيب ، من الكاذب ؟ الكاذب هو المخبر بخلاف الواقع ، كل من أخبرك بخلاف الواقع فقد كذبك .