مناقشة تفسير قول الله تعالى : (( فنادوا ولات حين مناص * وعجبوا أن جاءهم منذر منهم وقال الكافرون هذا ساحر كذاب * أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب * وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا لشيء يراد )). حفظ
الشيخ : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، قال الله تبارك وتعالى : (( وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ )) .
((فنادوا وَلاتَ حِينَ مَنَاصٍ )) ما هذا النداء أحمد ؟
الطالب : .....
الشيخ : نعم ، لكن من ينادون ؟
الطالب : .....
الشيخ : لطلب الغوث .
الطالب : نعم .
الشيخ : طيب، قوله : (( ولات حين مناص )) كيف تعرب لات ؟
الطالب : لا نافية للجنس وتعمل عمل ليس والتاء زائدة لتأنيث اللفظ ، واسم لا محذوف وتقديره الحين وخبرها (( حين مناص )) .
الشيخ : نعم (( حين مناص )) وما معنى (( مناص )) ؟
الطالب : (( مناص )) أي الفرار والنجاة .
الشيخ : أي الفرار والنجاة ، طيب أحسنت . يعني أنهم إذا وقع بهم العذاب ولو نادوا واستغاثوا فلا مناص لهم منه ، قوله : (( وقال الكافرون )) فيها نقطة بلاغية ما هي ؟
الطالب : وضع الظاهر وضع المضمر وهذا فيه عدة فوائد :
الفائدة الأولى : التنبيه أنه لم يستطرد الكلام هنا على نمط واحد لما انتبه السامع.
الثانية : فيه الإعلام أن هؤلاء كافرون .
ثالثا : فيه التعليل بأن من قال هذا القول فهو كفر ، يتعدى بأن قائل هذا القول بأنه كافر .
الشيخ : نعم ، طيب . قوله : (( أجعل الآلهة إلهاً واحدا ً )) الاستفهام .
الطالب : للاستنكار والتعجب .
الشيخ : نعم . والضمير في قوله : (( جعل )) يعود إلى من ؟
الطالب : ....
الشيخ : إلى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، طيب ، كيف جمعوا بين وصفه بالسحر والكذب ؟ نعم يا ....
الطالب : .....
الشيخ : السحر باعتبار إيش ؟
الطالب : قول الآلهة إله واحد .
الشيخ : لا ، طيب أحمد .
الطالب : .....
الشيخ : باعتبار تأثير كلامه ، طيب ، (( كذاب )) .
الطالب : باعتبار ما أخبر به.
الشيخ : ارفع صوتك شوي .
الطالب : باعتبار ما أخبر به.
الشيخ : باعتبار ما أخبر به ، طيب ، إذاً فهم وصفوه بأنه ساحر باعتبار تأثير كلامه كما يؤثر الساحر في المسحور وكذاب باعتبار ما أخبر به ، طيب ، قوله : (( إن هذا لشيء عجاب )) عليان ما معنى عجاب ؟
الطالب : صيغة يلاغة وأصلها عجيب .
الشيخ : بمعنى عجيب لكن أتوا .
الطالب : فيه بصيغة مبالغة .
الشيخ : أتوا فيه بصيغة مبالغة .
الطالب : .... الكلام .
الشيخ : مبالغة في التعجب منه ، طيب ، قوله تعالى : (( أن امشوا واصبروا على آلهتكم )) ما المراد بالمشي هل هو المشي بالقدم أو المشي على الطريقة ؟
الطالب : .....
الشيخ : على طريقتهم ، طيب والأصح أن يكون مشياً بالقدم .
الطالب : ....مشي على الطريق.
الشيخ : يعني ولا يصح أن يكون مشياً على القدم ؟
الطالب : ممكن.
الشيخ : كيف ذلك ؟
الطالب : ....
الشيخ : لا بس كيف ذلك ؟ إحنا عرفنا الآن أنه يصح لكن كيف ذلك ؟ كيف يتآمرون أو يأمر بعضهم بعضاً بالمشي على القدم ؟
الطالب : ...... بالانطلاق ينطلقوا قد يدل على أن المشي على القدم .
الشيخ : إي أقول كيف يتواصون بالمشي على القدم ؟ يعني ليش ؟
الطالب : فراراً .
الشيخ : فراراً خوفاً من أن يؤثر فيهم المجلس الذي يدعى فيه إلى التوحيد ، طيب. أما المشي على الطريقة واضح ، قوله : (( إن هذا لشيء يراد )) سامي ما معنى (( لشيء يراد )) ؟
الطالب : إنما جاء به شيء يراد منه .....
الشيخ : إي ، يراد منا أو يراد منه ؟
الطالب : يريد منا .
الشيخ : منا .
الطالب : ومنا أيضاً ، هو يريد أن نتبعه .....
الشيخ : طيب يراد منا معروف أنه ما دعم الرسول إلا يريد منهم هذا الشيء لكن يراد منه كيف ذلك ؟
الطالب : بأن يتركوا آلهتهم ويتبعوه .
الشيخ : نعم .
الطالب : يراد به أن صاحب الإرادة لا بد أن يحقق إرادته .
الشيخ : نعم ، لأن من الناس من يتكلم بالكلام لكن هم ما يهتموا به ولا يريدوا ما يفضي إليه بخلاف المتكلم بكلام يريد ما يتكلم به ولهذا نسمع كثيراً من الناس يقول : أنا أقول كذا وأعني ما أقول ، يعني أنه سوف ينفذ وسوف يعمل ، فإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يريد ما يقول فمعنى ذلك أنه سوف يسعى بكل ما يستطيع لإتمامه ، أظن ما أخذنا فوائد من أول السورة ، طيب ، نأخذ في الدرس اليوم إن شاء الله .