فوائد قول الله تعالى : (( وعجبوا أن جاءهم منذر منهم وقال الكافرون هذا ساحر كذاب )) . حفظ
ثم قال الله تعالى : (( وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ )) .
في هذا دليل على سفه قريش الذين كذبوا الرسول صلى الله عليه وسلم واستنكروا ما جاء به و وجه ذلك أنه لم يأتهم أحد غريب عليهم لا في جنسه ولا في نسبه فالذي جاءهم جنسه بشر مثلهم ونسبه منهم من قريش ومع ذلك يعجبون استنكاراً مما جاءهم .
ومن فوائد الآية : إقامة الحجة للرسول عليه الصلاة والسلام على هؤلاء لقوله إيش ؟ (( منذر )) يعني قد أقام عليهم الحجة بالإنذار وقد قامت الحجة للرسول صلى الله عليه وسلم وأنه لم يفرط في رسالته بل أنذر وقام بما قام به من البلاغ .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن هؤلاء الذين عجبوا استنكاراً كفار لقوله : (( وقال الكافرون )) .
ومن فوائدها : أن كل من قال مثل قولهم وعجب مثل عجبهم فإنهم إيش ؟ فإنهم كفار ، من أي جنس كان من البشر .
ومن فوائد الآيات : بيان قوة تأثير كلام الرسول صلى الله عليه وسلم في نفوس القوم لقولهم : (( هذا ساحر )) والساحر يؤثر في المسحور .
ومن فوائدها : كذبهم في وصف الرسول عليه الصلاة والسلام حيث قالوا : أنه ساحر كذاب والحقيقة أن الكذاب هم ، هم الكذابون بما وصفوا به رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ومن فوائدها : أن أعداء الرسل لا يعادونهم عداء شخصيا ولكنهم يعادونهم عداء أي نعم عداءً معنوياً لما جاءوا به من الرسالة. ويتفرع على هذه الفائدة أن الكافرين سيكونون أعداء لكل متبع الرسول ، كل من اتبع الرسول فسيجد له أعداء من الكافرين والمنافقين. ويتفرع على ذلك تسلية من وجد عداءً من أعداء الله إذا تمسك بكتاب الله وسنة رسوله فإنه يقال: هذا العداء الذي حصل لك قد حصل لمن هو خير منك فلا تعجب.
ومن فوائد الآية : أن أعداء الرسل بل أعداء الرسالة يضعون ألقاب السوء لمن تمسك بالشرع ، مثل، الأخ مثاله .
الطالب : ......
الشيخ : يضعون ألفاظ السوء لكل من تمسك بالشريعة ، لقولهم : (( هذا ساحر كذاب )) .
وقد حصل هذا. فإن أهل التعطيل مثلاً يصفون أهل الإثبات من السلف بأنهم حشوية، مجسمة، ممثلة، طعاع ، غوغة ، حشوية ، وما أشبه ذلك من ألقاب السوء من أجل أن ينفروا الناس والعجب أن هؤلاء الذين يضعون ألقاب السوء لو تأملنا لوجدنا هذا اللقب الذي وضعوه للمتمسكين بشريعة الله لوجدنا هذا اللقب يصدق عليهم، هم ، ألم يبلغكم قول المنافقين في الرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه ؟ قالوا : ما رأينا مثل قراءنا هؤلاء أرغب بطوناً ولا أكسب ألسناً ولا أجبن عند اللقاء من هؤلاء القراء ، طيب هذه الأوصاف الثلاثة تنطبق على من ؟ عليهم هم ، هم أكذب الناس ألسنا وأجبن الناس عند اللقاء وأرغب الناس بطوناً ليس لهم هم إلا بطونهم ، فكل من وصف أهل السوء بوصف فإن وصفه يكون هو أول المتصفين به .
ومن فوائد هذه الآيات : أن هؤلاء المكذبين للرسول عليه الصلاة والسلام لم يقيموا عليه حجة فيما كذبوه فيه وليس عندهم إلا السب والعيب وهذا يدل على ضعف حجة من نواءك فإذا وجدت الذي نواءك ليس عنده إلا الصراح والعويل ولطم الخد ونتف الشعر وما أشبه ذلك، فاعلم أنه ليس له حجة ، إنما يريد أن يهوش عليك لعلك تنهزم وإلا فصاحب الحجة يدلي بحجته بدون إثارة ، يدلي بحجته بهدوء بدون أن يثير أما أن يسب ويشتم فإن هذا دليل على أنه مهزوم ومخذول ، وأنه يريد أن يتخذ من هذا السلاح مهرباً ومخلصاً مما هو عليه من الضيق الذي عجز أن يدفع به حجة الخصم ، نعم .