تفسير قول الله تعالى : (( أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب )) . حفظ
قال الله تعالى : (( أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ )) نعم ، هذا كقوله تعالى : (( وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ )) قال بعدها : (( أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ )) حتى يقولوا : نجعل النبوة في فلان دون فلان وهنا لما قالوا : (( أؤنزل عليه الذكر من بيننا )) قال الله تعالى : (( أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ )) يعني هل هم الذين يقسمون هذه الخزائن فيجعلون الرسالة في فلان دون فلان و أم هنا بمعنى بل و همزة الاستفهام الذي يراد به النفي وعلى هذا فتقدير الكلام إيش ؟ بل عندهم خزائن رحمة ربك ، أي ليس خزائن رحمة الله عندهم حتى يقولوا: (( أؤنزل عليه الذكر من بيننا )) ولماذا لم ينزل على فلان أو فلان ؟ وقلت لكم إن نظير هذه الآية قوله : (( وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ )) قال الله تعالى : (( أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ )) حتى يجعلوا القرآن ينزل على فلان دون فلان. قال : (( أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ )) خزائن جمع خزينة ، والخزينة مستودع الشيء يسمى خزينة ، والرحمة (( رحمة ربك )) أي ما يكون برحمته من الأرزاق الحسية والمعنوية والجواب نعم أو لا ؟ لا، ليس عندهم خزائن رحمة ربك. و قوله : (( العزيز )) قال المؤلف : " الغالب " الوهاب أي كثير الهبات وهي العطايا، أولاً قال : (( رحمة ربك )) فأضاف الربوبية إلى النبي صلى الله عليه وسلم اعتناء به وبياناً أن ما حصل له من الرسالة فهو بمقتضى ربوبية الله الخاصة له ولهذا نقول: أخص أنواع الربوبية ما كان لمن ؟ للرسل كما أن أخص العبودية عبودية الرسل ولهذا أضاف الربوبية إليه لأن أخص الربوبية ربوبية الله سبحانه وتعالى لرسله وعلى رأسهم محمد صلى الله عليه وسلم فكأنه يشير إلى أن رسالة الله للرسول صلى الله عليه وسلم من رحمته به ، وقوله : (( العزيز الوهاب )) فيه مناسبة عظيمة (( العزيز )) لمقابلة هؤلاء الذين كانوا في عزة وشقاق ليبين أن عزة الله فوق عزتهم وأنفتهم وحميتهم وأنه غالب لهم وقاهر لهم ، (( الوهاب )) بالنسبة لمن ؟ بالنسبة للرسول صلى الله عليه وسلم يعني أنه وهبه النبوة .