التعليق على تفسير الجلالين : (( أم عندهم خزآئن رحمة ربك العزيز )) الغالب (( الوهاب )) من النبوة وغيرها فيعطونها من شاؤوا . حفظ
طيب. (( العزيز )) يقول المؤلف : " أنه الغالب " وهذا أحد معانيها ولكنها تشتمل على معنى أكثر. فالعزيز يشمل أو يدل على ثلاثة أنواع من العزة : عزة القدر وعزة الامتناع وعزة القهر ، فعزة الامتناع معناه امتناع الله سبحانه وتعالى عن كل نقص وعيب فهو عزيز يمتنع عليه كل نقص وعيب ، وعزة القدر يعني عزة الشرف والسيادة فالسيادة المطلقة لله عز وجل والعزة المطلقة لله عز وجل (( فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا )) ، والثالث : عزة القهر وهي عزة الغلبة ، أي أنه غالب لكل أحد فعزة القهر يعني عزة الغلبة أي أنه غالب لكل أحد ، ومن أشعار الجاهلية " أين المفر والإله الطالب ، والأشرم المغلوب ليس الغالب " طيب. فإذاً يكون تفسير المؤلف رحمه الله للعزيز بالغالب تفسير لها ببعض المعاني وهو تفسير قاصر لأننا ذكرنا فيمن سبق أن كل من فسر القرآن ببعض ما يدل عليه فإن تفسيره قاصر لكن أحياناً يفسر القرآن ببعض ما دل عليه تمثيلاً لا حصراً ، خذوا بالكم ، يكون يفسر على سبيل التمثيل لا الحصر، كتفسير بعضهم قول الله تعالى : (( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ )) فسر الظالم بنفسه بأنه الذي يؤخر الصلاة عن وقتها ، والمقتصد هو الذي يصليها في آخر الوقت ، والسابق بالخيرات الذي يصليها في أول الوقت ، وبعضهم فسر الظالم لنفسه بالذي لا يزكي والمقتصد بالذي يزكي ولا يتصدق والسابق بالخيرات بالذي يزكي ويتصدق فهذا التفسير نقول : لا شك أنه قاصر لكن المفسر لم يرد أنه أن المعنى منحصر في هذا وإنما أراد بذلك إيش ؟ التمثيل، يعني مثل الظالم لنفسه مثل الذي لا يزكي ، المقتصد مثل الذي لا يصلي ويتصدق ، السابق بالخيرات مثل الذي يزكي ويتصدق ، طيب (( الوهاب )) من النبوة وغيره فيعطونها من شاءوا هذا مفرع على النفي يعني هذا هل عندهم خزائن رحمة الله من النبوة وغيرها فيعطونها من شاءوا ويمنعونها من شاءوا ؟ فالجواب لا ، نعم .