التعليق على تفسير الجلالين : (( أم لهم ملك السموات والأرض وما بينهما )) إن زعموا ذلك (( فليرتقوا فى الأسباب )) الموصلة إلى السماء فيأتوا بالوحي فيخصوا به من شاؤوا . وأم في الموضعين بمعنى همزة الإنكار . حفظ
قال المؤلف : " إن زعموا ذلك " أي أن لهم ملك السماوات فهل يملكون ذلك ؟ لا يمكن (( فَلْيَرْتَقُوا فِي الأَسْبَابِ )) كأن المؤلف رحمه الله جعل قوله : (( فليرتقوا )) جواباً لشرط مقدر يعني إن زعموا أن لهم ملك السماوات والأرض فليرتقوا في الأسباب الموصلة إلى السماء فيأتوا بالوحي فيخصوا به من شاءوا ، نعم ، قوله : (( فليرتقوا )) الفاء هذه واقعة في جواب شرط مقدر أي فإن زعموا ذلك فليرتقوا ، واللام لام الأمر وسكنت لوقوعها بعد فاء العطف لأن لام الأمر تسكن إذا وقعت بعد الفاء وثم والواو ، قال الله تعالى : (( ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ )) هذه بعد ثم ، (( وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ )) هذه بعد الواو، (( فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ )) بعد الفاء ، بخلاف لام التعليل فإن لام التعليل تكون مكسورة ولو وقعت بعد هذه الحروف ، كما قال الله تعالى : (( لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا )) ولم يقل : ولْيتمتعوا لأنها لام التعليل ، فلام التعليل تكون مكسورة دائمة ولام الأمر تكون مكسورة إلا إذا وقعت بعد الواو والفاء وثم ولهذا قال : (( فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ )) فاللام هنا للأمر والظاهر أن المراد بالأمر هنا التحدي يعني إن كانوا صادقين فليرتقوا في الأسباب، فالأسباب جمع سبب وهو كل ما يوصل إلى المقصود ، وهذه الآية نظير قوله تعالى : (( مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ )) ، أي بشيء يوصله إلى السماء (( ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ )) فهنا قال : (( فليرتقوا في الأسباب )) أي فليجعلوا أسباباً يرتقون بها يصلون إلى السماء ، ومعلوم أن هذا التحدي لا يمكن لهم أن يحققوه نعم ، ثم قال : " يصلوا إلى السماء فليأتوا بالوحي فيخصوا به من شاءوا " بناء على قولهم : (( أؤنزل عليهم الذكر من بيننا )) يعني كيف نصل ؟ قالوا : إذاً ارتقوا إلى السماء وأنزلوا الوحي وخصوا به من شئتم ، طيب ، ثم قال المؤلف : " وأن في الموضعين بمعنى همزة الإنكار " الإنكار الذي
بمعنى النفي ، يعني ليس عندهم خزائن الله وليس لهم ملك السماوات والأرض ، بل هم خليون من هذا كله .
بمعنى النفي ، يعني ليس عندهم خزائن الله وليس لهم ملك السماوات والأرض ، بل هم خليون من هذا كله .