التعليق على تفسير الجلالين : (( جند ما )) أي جندهم حقير جند (( هنالك )) أي في تكذيبهم لك (( مهزوم )) صفة جند (( من الأحزاب )) صفة جند أيضا : أي كالأجناد من جنس الأحزاب المتحزبين على الأنبياء قبلك ، وأولئك قد قهروا وأهلكوا ، فكذا نهلك هؤلاء . حفظ
(( جند ما )) قال المؤلف : " حقير " فعلى هذا تكون نكرة واصفة أو موصوفة ؟ واصفة يعني موصوفاً بها لأن (( ما )) هنا صفة لجند، لكن المراد بهذا التحقير ، والدليل على أن ذلك للتحقير قوله : (( مهزوم )) والمهزوم حقير ولا خطير ؟ حقير، طيب. وقوله : (( هنالك )) هنا إشارة إلى المكان واللام للبعد والكاف حرف خطاب ، (( هنالك )) أي في ذلك المكان يعني المؤلف يقول: " أي في تكذيبهم لك " فجعل الظرفية المكانية هنا التكذيب ولكن يبدو أن الأمر على خلاف ما قال المؤلف رحمه الله وأن المشار إليه المكان الحسي لا المكان المعنوي أي أنهم إن ارتقوا في الأسباب فسوف يهزمون فيكون (( هنالك )) أي في المكان الذي يرتقون إليه فإذا قدر أنهم ارتقوا إلى السماء فهل ستكون لهم الغلبة ؟ أبداً بالعكس حتى لو ظنوا أنهم وصلوا إلى السماء وصعدوا إلى السماء أنهم انتصروا وأنهم صار لهم العزة فالأمر بالعكس هذا هو الذي يظهر من الآية الكريمة أما جعل الظرف هو التكذيب فهذا بعيد ، فالتكذيب سبب للخذلان. (( جند ما هنالك مهزوم )) يقول المؤلف : " صفة جند " ثانية ولا ثالثة ؟ ثانية والأولى ما ، (( من الأحزاب )) صفة جند أيضاً يعني جند من الأحزاب مهزوم واعلم أنه إذا تكررت الصفة للنكرة فإن ما بعد الصفة الأولى يجوز أن يكون حالا ، نعم إذا تكررت الصفة فما بعد الصفة الأولى يجوز أن يكون حالاً فإذا قلت مررت برجل عظيم كريم شجاع جاز لك أن تقول : مررت برجل عظيماً كريماً شجاعاً نعم طيب ولكن أيهما أولى ؟ الأولى أن تكون صفة أي نعتاً ، لتناسق الكلام وكونه على وتيرة واحدة فهنا عندنا ثلاثة صفات للجند (( ما _ مهزوم _ من الأحزاب )) ما الذي يجوز فيه أن يكون منصوباً على الحال ؟ (( مهزوم )) لكن لا يمكن هنا لأن حركة الإعراب ظهرت على أنه مرفوع صفة وكذلك (( من الأحزاب )) مثله نعم يعني يجوز أن يكون صفة وهو الأصل ويجوز أن نجعله فيما ذا ..... الحال ، أي كالأجناد من جنس الأحزاب المتحزبين على الأنبياء قبلك وأولئك قد قهروا وأهلكوا فكذا نهلك هؤلاء ، نعم يعني أن هؤلاء جند من الأجناد الأخرى والأجناد الأخرى الأحزاب الذين كذبوا الرسل ماذا كان مآلهم ؟ كان مآلهم الهلاك والدمار وقد مر علينا في أول السورة (( كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلاتَ حِينَ مَنَاصٍ )).