التعليق على تفسير الجلالين : (( وثمود وقوم لوط وأصحاب لئيكة )) أي الغيضة وهم قوم شعيب عليه السلام (( أولئك الأحزاب } . حفظ
(( الأيكة )) قال المؤلف : " الغيظة وهم قوم شعيب عليه السلام " الغيظة هي الأشجار الملتف بعضها إلى بعض وكانوا في نعيم ولكنهم عصوا شعيباً وسخروا منه وقالوا : (( يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ )) (( قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ )) يسخرون به (( فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ )) قال أهل العلم : " إنهم أصيبوا بحر شديد جداً فأرسل الله تعالى غمامة لها ظل فتنادوا إليها يستظلون بظلها فكان ظلها أكثر إحراقاً من الشمس والعياذ بالله فأتوا من حيث أمنوا " هؤلاء يقول الله عز وجل في هؤلاء : (( أُوْلَئِكَ الأَحْزَابُ )) يعني أولئك الأحزاب العظماء الذين طغوا واستكبروا وكذبوا الرسل فالإشارة هنا بصيغة البعد إما لدنو منزلتهم وبعدهم عن الصواب وإما لعلوها باعتبار حالهم التي كانوا عليها من الطغيان والعتو وذلك لأن أولاء لا يشار بها إلا إلى الشيء البعيد علواً أو نزولاً أو مساحة. (( أولئك الأحزاب )) جمع حزب والحزب هو الطائفة قال الله تعالى : (( كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ))[المؤمنون:53] أي كل طائفة (( أولئك الأحزاب )) يحتمل أن تكون مبتدأ وخبراً يعني أولئك هم الأحزاب الذين كذبوا الرسل فأهلكناهم ويحتمل أن تكون (( الأحزاب )) صفة لـ(( أولئك )).