تفسير قول الله تعالى : (( وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق )) . حفظ
(( وَمَا يَنظُرُ هَؤُلاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ )) (( وما ينظر هؤلاء )) (( ينظر )) إذا تعدت بـ إلى فهي نظر العين وإن جاءت متعدية بنفسها صارت بمعنى الانتظار. طيب. وإن جاءت مطلقة فهي على حسب السياق ، يعني إن جاءت لا مقيدة بحرف جر ولا مقيدة بمفعول فهي على حسب السياق مثال التي قيدت بـ إلى قوله تعالى : (( وجوه يومئذ ناظرة * إلى ربها ناضرة )) فإن (( ناظرة )) هنا بمعنى باصرة بالعين لأنها تعدت بـ إلى وأضيفت إلى الوجوه أيضاً التي هي مكان العيون ، وإذا جاءت متعدية بنفسها فإنها تكون بمعنى الانتظار ومنه قوله تعالى : (( فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا )) طيب وقد تأتي متعدية ويكون المراد بها النظر العبرة والتفكر كما في قوله تعالى : (( قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ )). طيب وإن جاءت مطلقة غير معداة بنفسها ولا بـ إلى فهي حسب السياق مثل قوله تعالى : (( عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ )) منهم من قال : (( ينظرون )) بمعنى ينتظرون النعيم الذي يؤتى بهم إليهم ، ومنهم من قال : (( ينظرون )) أي ينظرون إلى ما أنعم الله به عليهم ، ومنه النظر إلى وجه الله ، طيب هنا (( وَمَا يَنظُرُ هَؤُلاءِ إِلَّا صَيْحَةً )) متعدية بإيش ؟ بنفسها إذاً هي بمعنى ينتظر .