التعليق على تفسير الجلالين : (( وما ينظر )) ينتظر (( هؤلاء )) أي كفار مكة (( إلا صيحة واحدة )) هي نفخة القيامة تحل بهم العذاب (( ما لها من فواق )) بفتح الفاء وضمها : رجوع . حفظ
نعم يعني ما ينتظر هؤلاء والمشار إليهم أهل مكة أي كفارها كما قال المؤلف : " أي كفار مكة " (( إلا صيحة واحدة )) صيحة يصاح بهم (( واحدة )) لا تعاد مرة أخرى كما قال الله تعالى : (( بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ )) وقال أيضاً : (( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ * وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ )) وقال : (( إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ )) فالصيحة هي التي تكون يوم القيامة كما قال المؤلف : " هي نفخة القيامة تحل بهم العذاب وهي الساعة " هذه الصيحة الواحدة. (( ما لها من فواق )) بفتح الفاء وضمها أي رجوع (( ما لها من فواق )) ما نافية وليست هنا حجازية لاتفاق التميميين والحجازيين على عدم عملها لأن الحجازيين يعملونها بشرط الترتيب أي تقدم الاسم على الخبر وهنا لم يتقدم الاسم على الخبر بل تأخر فهي إذاً نافية ولها جار ومجرور خبر مقدم (( من فواق )) (( من )) حرف جر زائد للتأكيد ، (( فواق )) مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد أما من حيث التصريف فقال المؤلف : " إنها بفتح الفاء وضمها " (( فواق )) و (( فُواق )) ومعناه الرجوع، وقيل معناه : الإمهال يعني أنها لا تمهلهم بل تأخذهم بسرعة، وقيل : إنها إن كانت (( فَواق )) فهي بمعنى الرجوع لأنها أفاق يفيق إذا رجع إلى عقله نعم ، وإذا كان (( فُواق )) فهي بمعنى الإمهال مأخوذ من قولهم : فواق ناقة ، فواق الناقة ما بين الحلبتين أو ما بين الرضعتين ، ما بين الحلبتين إذا كانت تحلب وهي مدة وجيزة يعني مثلاً الإنسان يعصر الثدي كذا ثم يعود فيعصره ويعود ويعصره فالمدة بين الحلبتين قليلة وكذلك بين الرضعتين الرضيع الطفل إذا كان يرضع الأم يمص ثم يمص يم يمص وهم يطلقون هذا على سرعة الشيء وعدم إمهاله ويمكن أن نقول : إن القراءتين تجمعان المعنيين فيكون المعنى (( ما لها من فواق )) أي ما لها من رجوع و لا إيش ؟ ولا إمهال .