التعليق على تفسير الجلالين : (( وقالوا )) لما نزل (( فأما من أوتي كتابه بيمينه )) [ 19 : 69 ] الخ (( ربنا عجل لنا قطنا )) أي كتاب أعمالنا من (( قط الشيء )) إذا قطعه ، ومعروف في اللغة أن يقال للنصيب ( قط ) (( قبل يوم الحساب )) قالوا ذلك استهزاء . حفظ
قال المؤلف : " وقالوا لما نزلت (( فأما من أوتي كتابه بيمينه )) إلى آخره يعني (( وأما من أوتي كتابه بشماله )) قالوا : (( ربنا عجل لنا قطنا )) أي كتاب أعمالنا (( قبل يوم الحساب )) قالوا ذلك استهزاءً " وما ذهب إليه المؤلف يحتمله اللفظ لكن لا دليل عليه فيه والصحيح أن المراد (( قطنا )) أن نصيبنا من العذاب الذي توعدتنا به وقلت : إنه سيأتيكم عذاب كما أتى الأحزاب من قبلكم ، فكأنهم يقولون : إذا كان الأحزاب قد أوتوا العذاب من قبلنا فليأت لنا نصيبنا وهذا لا شك أنه في غاية ما يكون من التحدي والسخرية والاستكبار والعياذ بالله وأنت تعجب أن تصل الحال بالبشر وهو واحد من بني آدم أن تصل به إلى هذا التحدي والعياذ بالله ولكن الشيطان إذا أطاعوه فإن الشيطان عدو للإنسان يحمله على شيء يكاد الإنسان يقول : إن هذا لا يمكن أن يقع ، والله الموفق ، نعم .
الطالب : (( وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ * اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ * إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالإِشْرَاق * وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ * وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ * وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ )) .