فوائد قول الله تعالى : (( أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب )) . حفظ
ثم قال عز وجل : (( أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ * أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُوا فِي الأَسْبَابِ )) من فوائد هاتين الآيتين : إبطال حجة هؤلاء الذين قالوا : (( أأنزل عليه الذكر من بيننا )) وذلك بأن إنزال الوحي على شخص ما هو من فضل الله عليه ومن خزائن رحمته وهذا لا يملكه هؤلاء المقترحون لأن الأمر والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء .
ومن فوائد الآية الكريمة : إثبات هذين الاسمين من أسماء الله (( العزيز _ الوهاب )) وإثبات ما تضمنها من صفة فالعزيز تضمن صفة هي العزة وأقسامها ثلاثة كما مر علينا في التفسير والوهاب تضمن صفة هي الهبة الكثيرة وما أكثر هبات الله عز وجل وتضمن القدرة لأنه لا يهب إلا القادر وتضمن الغنى لأن من لا شيء عنده لا يمكن أن يهب وتضمن الكرم لأن البخيل لا يهب ، دلالة الوهاب على الهبة من باب دلالة التضمن ، وعلى الهبة والوهاب من باب دلالة المطابقة وعلى القدرة والغنى والكرم من باب الإلتزام ، فإذاً في هذا الاسم أنواع الدلالات الثلاثة وهي : أنواع الدلالات الثلاثة ما هي ؟
الطالب : الالتزام والمطابقة والتضمن .
الشيخ : طيب الفرق بين هذه الثلاثة أن دلالة اللفظ على جميع معناه دلالة مطابقة وعلى جزء معناه التضمن وعلى اللازم الخارج الذي لا يدل عليه اللفظ بلفظه لكن من لوازمه دلالة التزام أضرب لها مثلاً في أمر حسي ليتبين به الأمر المعنوي. هذا بيت يشتمل على غرف ومجالس وبرحاة يعني أحواشاً دلالة هذا البيت على جميع ما فيه من الغرف والمجالس والأحواش دلالة مطابقة ، ودلالته على كل حجرة وحدها وكل مجلس وحده وكل حوش وحده دلالة تضمن ، طيب ودلالته على أن له بانياً دلالة التزام لأن البيت لا بد له من باني فنقول : هذا قد بناه باني إيش الدليل ؟ لأن البيت لا بد له من باني ، فالوهاب مثلاً دلالته على الاسم والصفة التي هي الهبة ، على الاسم والهبة مطابقة ، وعلى الاسم وحده أو الهبة وحدها بالتضمن وعلى القدرة والغني والكرم دلالة التزام ، طيب . ومن فوائد الآية الكريمة : مراعاة فواصل الآيات لسياق الآية لأن العزيز الوهاب يناسب قوله : (( أم عندهم خزائن رحمة ربك )).
طيب . والمطابقة أو مناسبة فواصل الآيات لمضمون الآية دليل على البلاغة ولا يشذ عن هذا شيء ولهذا لما قرأ رجل عند أعرابي (( وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ غفور رحيم )) استغرب الأعرابي كيف يقول (( نكالاً من الله والله غفور رحيم )) ؟ المغفرة والرحمة لا تتناسب مع النكال فقال الأعرابي للقارئ : أعد قال : (( وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ غفور رحيم )) قال : أعد ما هكذا الآية فقال : (( وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )) قال : الآن عز وحكم فقطع ولو غفر ورحم ما قطع سبحانه وتعالى ولهذا قال الله تعالى في سورة المائدة في الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً قال : (( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ))[المائدة33:34] فأخذ العلماء من هذه الآية أنهم إذا تابوا قبل القدرة عليهم سقط عنهم الحد لأن الله قال : (( فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ )) أي إذا غفر لهم ورحمهم فإنهم لا يقام عليهم الحد .
طيب في هذه الآية مناسبة (( أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ )) مناسبة ظاهرة لأن الله ذو رحمة وذو عزة وغلبة وذو هبة وعطاء. فيعطي من شاء بما تقتضيه عزته من خزائن رحمته. لكن بعض الآيات تكون فواصلها مخالفة لمضمونها فيما يظهر. مثل قول عيسى عليه الصلاة والسلام : (( مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ))[المائدة117:118]. فهنا جاء قوله : (( فإنك أنت العزيز الحكيم )) جواباً لقوله : (( وإن تغفر لهم )) وكان المتوقع أن تكون الآية وإن تغفر لهم فإنك أنت الغفور الرحيم فاستشكل بعض العلماء هذا، قالوا : كيف يقول : (( وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )) ولم يقل : (( فإنك أنت الغفور الرحيم )). وأجيب عن ذلك بأن عيسى عليه الصلاة والسلام لم يقتصر عن ذكر المغفرة بل ذكر المغفرة والتعذيب قال : (( إن تعذبهم )) (( وإن تغفر لهم )) فكان الحكم الآن متردداً بين المغفرة والرحمة إن نظرنا إلى قوله : (( وإن تغفر لهم )) وبين العزة والحكم إذا نظرنا إلى قوله : (( إن تعذبهم )) فصار ختم الآية أو ختم القول بقوله : (( إنك أنت العزيز الحكيم )) أنسب لأن المغفرة إذا حصلت فهي من عزة وحكمة ، طيب .
ومن فوائد الآية الكريمة : إثبات هذين الاسمين من أسماء الله (( العزيز _ الوهاب )) وإثبات ما تضمنها من صفة فالعزيز تضمن صفة هي العزة وأقسامها ثلاثة كما مر علينا في التفسير والوهاب تضمن صفة هي الهبة الكثيرة وما أكثر هبات الله عز وجل وتضمن القدرة لأنه لا يهب إلا القادر وتضمن الغنى لأن من لا شيء عنده لا يمكن أن يهب وتضمن الكرم لأن البخيل لا يهب ، دلالة الوهاب على الهبة من باب دلالة التضمن ، وعلى الهبة والوهاب من باب دلالة المطابقة وعلى القدرة والغنى والكرم من باب الإلتزام ، فإذاً في هذا الاسم أنواع الدلالات الثلاثة وهي : أنواع الدلالات الثلاثة ما هي ؟
الطالب : الالتزام والمطابقة والتضمن .
الشيخ : طيب الفرق بين هذه الثلاثة أن دلالة اللفظ على جميع معناه دلالة مطابقة وعلى جزء معناه التضمن وعلى اللازم الخارج الذي لا يدل عليه اللفظ بلفظه لكن من لوازمه دلالة التزام أضرب لها مثلاً في أمر حسي ليتبين به الأمر المعنوي. هذا بيت يشتمل على غرف ومجالس وبرحاة يعني أحواشاً دلالة هذا البيت على جميع ما فيه من الغرف والمجالس والأحواش دلالة مطابقة ، ودلالته على كل حجرة وحدها وكل مجلس وحده وكل حوش وحده دلالة تضمن ، طيب ودلالته على أن له بانياً دلالة التزام لأن البيت لا بد له من باني فنقول : هذا قد بناه باني إيش الدليل ؟ لأن البيت لا بد له من باني ، فالوهاب مثلاً دلالته على الاسم والصفة التي هي الهبة ، على الاسم والهبة مطابقة ، وعلى الاسم وحده أو الهبة وحدها بالتضمن وعلى القدرة والغني والكرم دلالة التزام ، طيب . ومن فوائد الآية الكريمة : مراعاة فواصل الآيات لسياق الآية لأن العزيز الوهاب يناسب قوله : (( أم عندهم خزائن رحمة ربك )).
طيب . والمطابقة أو مناسبة فواصل الآيات لمضمون الآية دليل على البلاغة ولا يشذ عن هذا شيء ولهذا لما قرأ رجل عند أعرابي (( وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ غفور رحيم )) استغرب الأعرابي كيف يقول (( نكالاً من الله والله غفور رحيم )) ؟ المغفرة والرحمة لا تتناسب مع النكال فقال الأعرابي للقارئ : أعد قال : (( وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ غفور رحيم )) قال : أعد ما هكذا الآية فقال : (( وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )) قال : الآن عز وحكم فقطع ولو غفر ورحم ما قطع سبحانه وتعالى ولهذا قال الله تعالى في سورة المائدة في الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً قال : (( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ))[المائدة33:34] فأخذ العلماء من هذه الآية أنهم إذا تابوا قبل القدرة عليهم سقط عنهم الحد لأن الله قال : (( فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ )) أي إذا غفر لهم ورحمهم فإنهم لا يقام عليهم الحد .
طيب في هذه الآية مناسبة (( أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ )) مناسبة ظاهرة لأن الله ذو رحمة وذو عزة وغلبة وذو هبة وعطاء. فيعطي من شاء بما تقتضيه عزته من خزائن رحمته. لكن بعض الآيات تكون فواصلها مخالفة لمضمونها فيما يظهر. مثل قول عيسى عليه الصلاة والسلام : (( مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ))[المائدة117:118]. فهنا جاء قوله : (( فإنك أنت العزيز الحكيم )) جواباً لقوله : (( وإن تغفر لهم )) وكان المتوقع أن تكون الآية وإن تغفر لهم فإنك أنت الغفور الرحيم فاستشكل بعض العلماء هذا، قالوا : كيف يقول : (( وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )) ولم يقل : (( فإنك أنت الغفور الرحيم )). وأجيب عن ذلك بأن عيسى عليه الصلاة والسلام لم يقتصر عن ذكر المغفرة بل ذكر المغفرة والتعذيب قال : (( إن تعذبهم )) (( وإن تغفر لهم )) فكان الحكم الآن متردداً بين المغفرة والرحمة إن نظرنا إلى قوله : (( وإن تغفر لهم )) وبين العزة والحكم إذا نظرنا إلى قوله : (( إن تعذبهم )) فصار ختم الآية أو ختم القول بقوله : (( إنك أنت العزيز الحكيم )) أنسب لأن المغفرة إذا حصلت فهي من عزة وحكمة ، طيب .