فوائد قول الله تعالى : (( وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق )) . حفظ
ثم قال تعالى : (( وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق )) في هذا أشد التهديد للمكذبين لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولازم ذلك إثبات رسالته صلى الله عليه وسلم، ووجهه أن الله توعد المكذبين له ولولا أن رسالته لكان الوعيد عليه هو كما قال تعالى : (( وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ * فمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ )) الله أكبر شفت الآيات، بهذه الشدة بهذا الأسلوب الشديد للرسول عليه الصلاة والسلام (( لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ )) بالقوة (( ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ )) حتى لا يبقى به حياة (( الوتين )) عرق متصل بالقلب لو قطع مات الإنسان فوراً (( فمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ )). هذا وهو الرسول صلى الله عليه وسلم لو تقول على الله كلمة واحدة لأخذه بالله باليمين فكيف بالذين يتقولون على الله كلمات ولا يبالون أن يقولوا : قال الله وهو لم يقل ولهذا كان الإمام أحمد رحمه الله من ورعه لا يمكن أن يقول : هذا حرام إلا إذا كان نص على تحريمه وإلا تجده يقول : أكره هذا أو لا يعجبني أو لا يفعل أو تركه أحب إلي أو ما أشبه ذلك. ولكن ما شاء الله كان إماماً صار الناس يتداولون هذه الكلمات ويحللونها هل إذا قال : يعجبني يعني التحريم أو يعني الكراهة ؟ ثم بدأ الناس يتلقون كلامه كأنه كلام رسول يحللونه لأنه رحمه الله خاف الله واتقى الله فجعل الله لكلماته نوراً بخلاف الآن ليقولون ما شاء الله : الإسلام يحرم كذا وكذا فإذا رأيت الإسلام يحلل يمكن يوجده بعض الأحيان وهذا يقول حرم ، الإسلام يتكلم واحد معرض للخطأ باسم الإسلام أنت لو قلت : أرى أنه حرام ، قلنا : هذا رأيك وممكن تخطئ وتصيب أما أن تقول : الإسلام وقال الإسلام وفعل الإسلام نعم هذه خطيرة يا جماعة لأن أعداء المسلمين يتآخذوا مثل هذا ويقولون : هذا الإسلام وكانت تخالف الإسلام، أخذوا من هذا قدحاً في الإسلام والإسلام بريء منه. لكن بعض الناس سبحان الله العظيم يجعل لنفسه منصباً عالياً فوق مستواه. طيب، إذاً نعود إلى هذا نقول : في هذا إثبات إيش ؟ رسالة النبي صلى الله عليه وسلم ووجهه أن الله توعد المكذبين له ولو كانت غير رسول لكان الوعيد على من إيش ؟ عليه هو، والدليل قوله : (( وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ )) .
ومن فوائد هذه الآية : تسلية رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه إذا قيل له : سنهلك أعدائك سوف يتسلى ، نعم .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن العذاب إذا أخذهم فإنه لن يرجع ولن يتأخر، أي لن يرجع ولن يتأخر، قال الله تعالى : (( فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ * فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا ))[غافر:85]. طيب، ثم قال تعالى : (( وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ )) هذا أخذنا هذا ، وقفنا عليه .