التعليق على تفسير الجلالين : قال تعالى : (( اصبر على ما يقولون واذكر عبدنا داود ذا الأيد )) أي القوة في العبادة : كان يصوم يوما ويفطر يوما ويقوم نصف الليل وينام ثلثه ويقوم سدسه (( إنه أواب )) رجاع إلى مرضاة الله . حفظ
(( ذا الأيد )) قال المؤلف : " أي القوة ". إذاً فالأيد ليس جمع يد بل هي مفرد مصدر آد، يئيد، أيداً ونظيره في التصريف باع يبيع بيعاً وكال يكيل كيلاً ، ونال لا نال ينال ليست كإياها . طيب إذاً الأيد القوة ونظيرها قوله تعالى : (( وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ )) أي بقوة (( ذا الأيد )) أي القوة في العبادة وينبغي أن يقال: أي القوة مطلقاً في العبادة وغير العبادة حتى في ملكه لأنه قال في هذه الآيات : (( وشددنا ملكه )) فهو ذو أيدٍ في كل ما تكون القوة فيه صفة مدح. (( ذا الأيد )) إذاً نقول : الأيد الأولى أن نجعلها عامة في كل ما تكون القوة فيه صفة مدح لأن المقام مقام مدح لداود ولهذا أمر الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم أن يذكره ، (( ذا الأيد )) أي القوة في العبادة كان يصوم يوماً ويفطر يوماً ويقوم نصفه وينام ثلثه ويقوم ، خلاص فيها انقلاب عن المؤلف كان يصوم يوماً ويفطر يوماً صح يصوم يوماً ويفطر يوماً هكذا ثبت الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قصة عبد الله بن عمرو بن العاص وكان يقوم نصف الليل وينام ثلثه ويقوم سدسه ، هذا عكس ما جاء في الحديث ، في الحديث كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه، فالعبارة فيها انقلاب عن المؤلف. كان عليه الصلاة والسلام ينام نصف الليل ليعطي نفسه حظها من الراحة وليجدد نشاطه لأن في النوم فائدتين للجسم :
الفائدة الأولى : قطع التعب السابق والاستراح منه كما قال الله تعالى : (( وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا ))[النبأ:9] أي قطعاً لما حصل من المشقة والتعب واستعداد الجسم للقوة في المستقبل. ولهذا إذا نام الإنسان وهو مشتهٍ للنوم ثم قام وجد نفسه نشيطاً طيب. فكان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه لأجل أن يعطي نفسه راحتها من تعب قيام الليل وهكذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام يفعل فكان لا تلفيه السحر إلا نائما عليه الصلاة والسلام يعني غالب أحيانه صلى الله عليه وسلم ينام في آخر الليل. يقول : (( إنه أواب )) الجملة استئنافية لبيان حال داود أنه قوي وأنه رجاع إلى الله سبحانه وتعالى ، رجاع إلى الله كلما حدثته نفسه بالكسل عاد فنشط، كلما حصل منه زلة عاد فتاب إلى الله عز وجل ، والأواب صيغة مبالغة من آب يؤوب واسم الفاعل آيبٌ وصيغة المبالغة أواب قال المؤلف : " رجاع إلى مرضات الله " .